للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وخاصة في مصر لما تعثرت ولما اختفت أو شكت من قلة الإقبال والمال، ولأدت خدمات مضاعفة لوطننا الناشئ المحتاج للدعاية الواسعة، ليرتفع صوتنا في الأصقاع البعيدة، وليصير شأن غير شأننا الحاضر

إننا نتسابق في اقتناء الكتب المصرية والصحف المصرية، وقد استفدنا كل الفائدة من ذلك، ففتحت عيوننا، وتذوقنا الأدب، وعرفنا الحياة، أفليس من المستحسن أن تساعدونا بقراءة صحفنا والتعليق على إنتاجنا الأدبي، لتنيروا لنا الطريق بصائب نصحكم وتجاربكم؟ وفي رأيي أن (الرسالة) خير من يقوم بهذه المهمة نظراً لانتشارها العظيم في السودان، ولوجود فطاحل الأساتذة في أسرتها

إننا شرحنا حالنا لأبناء العمومة في مصر أكثر من مرة، وقلنا أننا نعرف كل شيء يجري تحت سماء مصر، ونتألم إن ألمت بها ملمة، ونفرح إذا نالت ما تصبو إليه من رفعة وحرية، وليس غريبا إذن إن طلبنا منهم أن يعاملونا بالمثل. نعم إننا أقل منهم علما وثقافة وبمعونتهم يمكننا أن نسير نحو النور وصوب الثقافة الحقة التي هي أمنية كل سوداني، حتى الجهلاء من المسنين قد بدأوا يتعلمون القراءة وعرفوا فائدتها أخيراً، فتطوع الشباب وانبرى للقيام بهذا الواجب والنتائج تدعو للتفاؤل الشديد

كثر الجدل بين الشباب السوداني عن الأدب القوي الذي دعا إليه الأستاذ الجليل أحمد أمين، فاشتد النقاش بين مؤيد ومعارض ولم تعرف النتيجة بعد

لعل من الطريف أن نذكر أن بعض الصحف السودانية تعارض في نشر القصائد الغزلية على صفحاتها، وحجتها في ذلك غير مقبولة لأن الغزل معروف من قديم الزمان، ولكننا نحاول التوفيق بين آرائها وآرائنا فعسى أن نوفق

هأنا قد تحدثت عن بعض النواحي، فعلى إخواني أدباء السودان أن يتمموا ما بدأت

حيدر موسى

<<  <  ج:
ص:  >  >>