للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تقوم عليهم في شفوف رقيقة ... جوارٍ كمثل اللؤلؤ النَثر والنّضْد

يطفن عليهم بابنة الكرم حُرةً ... وبالنُقْل بعد اللحم والزُبد والشَّهد

فلا غرو في دعوى النبوة مثلُه ... وليس له فوق البسيطة من ند!

ويعجبني الجبَّار! إذ هو قوّة ... يهيم بها قلبي وأَعبدها جُهدي!

كذا فلتكن فتيان يعرب إنْ تُرِد ... حياةً لها ما بين أعدائها الُّلدِّ!

حرام عليكم أن يقوموا وتقعدوا ... وأن تهزلوا والقومُ ماضون في الجد

كثيرٌ عليهم بعدُ أن تَقِفُوهُم ... بني اللؤم منكم موقف الند للند

فكيف بأن يعلوا عليكم ويضربوا ... على العُرب دون العزّ سدًّا على سدّ!

رفعتم شباب النيل أمس لوآءها! ... فنفَّسْتمُ كربي وبرَّدتمُ وجدي

وثرتم على الحامي العتيد وصحتمُ: ... (نعيش كراماً أو نغيّب في اللحد!)

بنفسي دماءً أهرقت في جهادكم ... تحنُّ إلى أسلافها قبل في (أُحد!)

جريرتها أن كُلِّفَتْ حملَ قيدها ... وما خُلِقتْ إلا قضاءً على القيد!

أضاء سناها (بالشآم) فروَّعتْ ... عِداها ورّدتها إلى خُطّةٍ قَصْد

أرى الحق في الدنيا يُرَدُّ لقاهر ... ولم أره يوماً يرد لِمُستْجَدِ!

(فإِن لم تُنلكم نَصْف قوم مودّةً ... أنال القنا. والخوف خير من الود)

ولن تبلغ الأعداء من مصر مطمعاً ... وقد زأرت فيها اللبوءُ مع الأسْد!

تناهت سلالات الجبابرة الأولى ... بنو هيكل الدنيا إلى هيكل فرد

تقوم عليه أمة عربّية ... رسالتها هدى الشعوب إلى الرشد

على كاهل الدنيا استقلت بموطنٍ ... من (المغرب الأقصى) إلى (الشطّ) ممتد

إذا هتفت (مصر) بلحن جهادها ... تعالى صداه في (العراق) وفي (نجد)

وخفّ له في (حضرموت) مهلِّلٌ ... وجلجل في آفاق (تونس) كالرعد

رأيت (بلاد الضاد) عقداً منظما ... ولكنَّ (مصراً) فيه واسطة العقد

قضيت (لمصر) بالإمامة بينها ... وما لقضاء شئته أنا من رد!

علي أحمد باكثير

<<  <  ج:
ص:  >  >>