عساف أبو الشباب مصححاً نسبة كتاب (تحفة الأحباب في الخطط والمزارات) إلى محمد بن أحمد الحنفي السخاوي الذي فرغ من تأليفه عام ٩٥٦، لا إلى محمد ابن عبد الرحمن السخاوي الشافعي المتوفى سنة ٩٠٢ مستدلا بما ذكره صاحب الطبقات المالكية، وبعدم عد السخاوي (محمد ابن عبد الرحمن المتوفى سنة ٩٠٢) ذلك الكتاب في جريدة مؤلفاته التي سردها بالتفصيل مرتبة مبوبة في ترجمته لنفسه من (الضوء اللامع - الجزء الثامن)، ويمكن أن يستدل لذلك بعدم إحالة السخاوي في تراجم (الضوء اللامع) على كتاب له في المزارات مع كثرة إحالته على مؤلفاته في أكثر التراجم
ولكن الأديب أبا الشباب تسرع في نقل عبارة الأستاذ المؤرخ السيد محمد عبد الله عنان، فقال في ختام كلمته:(فإحقاقا للحقيقة، وصوناً لمعالم التاريخ نأمل أن يجزم رجال التاريخ أن الأثرين اللذين عناهما الأستاذ عنان ليسا للإمام السخاوي صاحب الضوء اللامع). . .
لأن عبارة الأستاذ عنان في العدد ١٠٤ هي:(ونجد أخيراً في تراث السخاوي أثرين من نوع خاص ولهما أهمية خاصة، أولهما كتاب تحفة الأحباب. . . . وأما الثاني فهو كتاب (الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ. . .)
وليس من شك في أن (الأثر الثاني) هو من مؤلفات السخاوي إذ ذكره في صدر مؤلفاته التاريخية، والمؤرخون مجمعون على ذلك، بل الكتاب نفسه ينادي بذلك في كل باب من أبوابه، فالأستاذ عنان أضاف إلى مؤلفات السخاوي صاحب الضوء كتاباً لم يكن من تصنيفه (وله سلف في هذه النسبة الخاطئة)، والأديب أبو الشباب نفى من جريدة مؤلفات السخاوي كتاباً أجمعوا على أنه من تأليفه (وليس له سلف في ذلك) جزى الله الجميع خيراً.
من قراء الرسالة
- ٢ -
قرأت في عدد الرسالة الأسبق كلمة الأستاذ محمود عساف أبو الشباب - عن السخاوي مؤلف الضوء اللامع والسخاوي الآخر مؤلف تحفة الأحباب في المزارات، ولهذه المناسبة أذكر أن كتاب تحفة الأحباب الذي طبع على هامش كتاب نفح الطيب - طبعة سقيمة - ليس للسخاوي الحافظ حقيقة، بل هو لسخاوي آخر كان معاصراً له وتأخر موته عنه، وثمة