للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(محمد): وأنت ألا تبصرينه؟ أنه غير بعيد عني، ولا يبرح يتراءى لي عند الينبوع الدافق الهادر، وتحت السرحة الغناء، وفي الظل الرقيق البهي. . لقد توافى إلي من عليائه فأحسست حرارة حبه، وشق صدري وأنتزع من قلبي حوباته حتى يتاح لي أن أفهم معنى حبه!

(حليمة): ولكنك تحلم! إذن كيف يقدر لك أن تحيا وقد شق الله صدرك؟

(محمد): سأصلي صلاتي لله فلعله يضيء عقلك فلا يبدو لك حديثي غامضاً مبهماً

(حليمة): وأي اله هذا الذي تعبد؟ أهو اللات أم هو هبل؟

(محمد): أي شعبي التعس! أنك لتظل السبيل وتنزع الى الحجارة والأصلاد فتجعل منها الهاً يعبد! ولكني ما زلت أحبك على شديد تعسك، وهذا الحب الشديد العنيف هو الذي يحفزني الى مصارحتك بأن هذه الحجارة التي تصلي لها لا تستطيع أن تستمع لك، وليس في ميسورها أن تفتح لك ذراعيها.

(حليمة): أين يسكن الهك؟

(محمد): إنه في كل مكان يا حليمة!. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>