للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لهم منه عزم الأسد في لمعة القنا ... وحسب الفتى الساري بمثلهما ذخرا

يُذلل وعثاء الطريق كأَنما ... يرون صياخيد الفلا بُسُطا خُضرا

إلى حيث شاء الله للحق رفعة ... وآثر للإسلام في صبُحه. نشرا

فلا يحسبن مرضى القلوب رحيلهم ... توفّىَ شرك كان يمطرهم شرا

ولا وهناً عن دعوة الله. إنما ... مضاءٌ بأمر الله أن هاجروا سرا

مضوا ليعودوا فاتحين أعزة ... كراماً كإِقعاء الهزبر إذا استشرى

وكان. فلم يبعد بمكة عهدهم ... من العمر حتى عاودوا فتحها قهرا

وحطمت الأصنامُ دون هوادة ... وصال الأذان العذب في الكعبة الزهرا

ونودي فيه (الله أكبر) بعدما ... شكت جهل قوم كبّروا بينها الصخرا

وما فتئ الإسلام تعلو بنوده ... ويأتيه طوعَ السيف من لم يجئ حرا

ودانت له أرض الجزيرة. لم يدع ... بها معهداً إلا استقلّ به نضرا

ولم تلبث الأعوامُ أن بهرت به ... عُلا قيصر واستنصرته على كسرى

فدالا ودالت عنهما دولتاهما ... وعمّ الهدى فاستخلص البر والبحرا

فمالي أراه اليوم - وا حسرتا - هَوَى ... وأشمتَ فيه ذلُّ أبنائه الكفرا

وأُطمِع فيه كل أحمقَ لم يكن ... ليجلد يوماً أن يُطيق له ذكرا

وما بالُه - واخطبَ - ذلت شعوبه ... وحكّم فيها ضعفها الأهوجَ الغرا

متى أشهد الإسلام يَرجع مجدَه ... وتُرفع راياتٌ له طُويت قسرا

ألا ألمعيُ من سلالة (أحمدٍ) ... يقلّده الفاروق من روُحه السُّمرا

فيبعث للإِسلام ماضيَ صولة ... شَأَتْ في شباب الدهر أنجمه الزُهرا

ويا معشر الإسلام، والحق قوة، ... ألا قومة للحق يحيا بها حُرّا

فما الحق إن لم تمنع البيض حوضه ... بأخلق أن يُعطى الحياةَ ولا أحرى

وأكفلُ منه للسيادة باطلٌ ... تقوم عليه السمهرية لا يُفرى

بني وطني، والشرق أجمعُ موطني ... ومِثليَ - ممّن لا يدين بذا - يبرا

تعالوا افهموا الإسلام فالناس اخوة ... متى آمنوا، لا الشام ندري ولا مصرا

وما أمم الإسلام إلا كتيبةٌ ... وقائدها القرآنُ عزَّت به دَهرا

<<  <  ج:
ص:  >  >>