للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للأبطال المذاويد أبناء إيجبتوس! رباه! لم نجم هذا الشر بيننا؟! لقد كنت أحب أخي، وكان أخي يحبني، فأي شيطان أغرى هذه العداوة بيننا؟! قضاء!. . . أجل. . . قضاء. . . قضاء. . .)

وما كاد أبناء أخيه يسمعون هذه الكلمة المصنوعة من فم عمهم، حتى تقاطروا إليه يقبلونه ويتمسحون به ويترضّونه. . . وظل هو يتلطف بهم، ويهش لهم، ويربت فوق أكتافهم، وكأن شيئاً من الأحقاد التي أكلت الأفئدة، وأراقت الدماء لم يكن!. . .

- ٥ -

وفُزّع عن قلوب العذارى، ونهضن فتلقين أبناء عمهن بالبشاشة والبشر، ثم تلطفت كبراهن فشفعت لبيلاسجوس الملك الكريم المأسور فأطلق سراحه ورد عليه عرشه وألبس تاجه، وعقد مع الأرجيف صلح نبيل دل على جود المصريين وسماحهم

وأقلع الأسطول، وهمت الفلك واحتواها الماء، وانتثر في أذيالها وشى رجراج من الثبج، وغابت آرجوس عن الأنظار قليلاً قليلا، حتى إذا طوى الأفق آخر شاهق من أبراجها، أوى الأبناء الخمسون إلى البنات الخمسين يباسطونهن ويسامرونهن ويسَرون عنهن آثار ما نزغ الشيطان بينهم وبينهن

وأقبل الليل وانجاب، وبزغت ذكاء وتوارت بالحجاب. . . وكرت أيام. . . ثم بدا الشاطئ المصري، وهبت نسمات الوطن وتبسمت الشمس فوق الأرض البنفسجية تحيي أبناءها الغزاة المنتصرين، وأطل من قرصها الكبير، رَعْ الكبير، يبارك أبطاله ويغدق عليهم نفحاته. وخرج الشعب العظيم يهتف للجيش الظافر، ويردد هذا النداء المحبب القديم: (المجد لمصر!)

- ٦ -

وأقبل إيجبتوس على دانوس يلاومه، ثم غفر له: (هذه النزعة التي أشمتت بنا الأعداء، وأغضبت علينا أرباب السماء، وسممت ما بيننا من محبة وصفاء. . .) واتفقنا على العرس. . . وذهب كل يعد له عدته!

وخلا دانوس إلى شيطانه فقال إني معك!!

<<  <  ج:
ص:  >  >>