فأنه ولد ويعيش في روسيا، وكانت روسيا ولاسيما في السنين الأولى التي تلت الثورة السوفيتية، محرومة من الاتصال بالعالم المتمدن؛ وكانت فقيرة في المواد الأولية التي تغذى بها الصحف والمجلات السينمائية، فانكب رجال الفن هناك على البحث النظري وعلى التجارب، فأتوا في هذين الميدانين بالعجب العجاب
وبودفكين يجري في عروقه الدم الروسي، ممتزجاً بالدم التتري، فكأننا به قد جمع إلى المزاج السلافي الذي يفنى في الفن الخالص، ذلك الجموح وتلك الجرأة اللذين قد وسم بهما الجنس التتري
وهو متزوج من ممثلة سينمائية، سعيد في حياته، مستريح البال مطمئن الخاطر، يستنشق في منزله نسيم الفن الذي جعل حياته له. ناهيك من عقل جبار، وإحساس مرهف، وقدرة على تبسيط العلوم الجافة مما لا يجتمع إلا للأفذاذ أمثال بودوفكين وقليل ما هم