للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويحمل مستر برنتون على مباحث علماء الآثار، ويقول إنهم لم يصلوا إلى لباب الحقائق، وأن الأرواح الشريرة والمضللة تنطلق كل مرة يجري فيها الحفر في مقبرة أو معبد، وأنه خير أن يوضع حد لإطلاق هذه الأرواح الخطرة التي كثر عديدها

ويرى فيما يتعلق باللغة المصرية القديمة أن علماء الآثار لم يتوصلوا إلا إلى معرفة المعاني التي كانت مستعملة على لسان الرجل العادي. أما المعاني والرموز الخفية التي كانت تجري على ألسنة الكبراء والخاصة فمازالت سراً من الأسرار

ويسير الكاتب في عرض آرائه عن شؤون مصر القديمة وأسرارها على هذا النحو الخيالي. بيد أنه مما لا ريب فيه أنه يذهب بعيداً في تصوراته، وأن كتابه لا يمكن أن يعتبر من النوع العلمي الذي يعتمد على شروحه؛ أما إذا اعتبرناه قطعة من الخيال المجرد، فإنه يستحق القراءة على هذا الأساس، ويغدو قطعة ممتعة من الأدب الروائي

ذكرى أمير عالم

احتفل أخيراً في فينا بذكرى البرنس أوجين دي سافوي، لمناسبة مرور مائتي عام على وفاته، وقد كان هذا الأمير الشهير قائداً عظيماً، وكان فرنسي الأصل والمولد، وكان مولده في باريس سنة ١٦٦٣ ولكنه هجر فرنسا وطنه، لأن لويس الرابع عشر أبى عليه تحقيق بعض أمانيه، والتحق بخدمة إمبراطور النمسا ليوبولد الأول. وغنم ضد الترك عدة مواقع رفعت اسمه ومنزلته، وانتهى بسحق الترك في المجر في معركة زنتا الشهيرة، وحارب أيضاً ضد لويس الرابع عشر وهزم جيوشه في عدة مواقع، وذاع اسمه في أوروبا، واعتبر أعظم قائد في عصره

بيد أن الذي يهم هنا هو أن هذا القائد الشهير كان فيلسوفاً وكان عالماً، وكان شغوفاً بالتفكير والآداب؛ وله صلات أدبية وثيقة بأقطاب التفكير في عصره مثل الفيلسوف الألماني ليبنتز، الفيلسوف الفرنسي فولتير، وغيرهما من أقطاب الفلاسفة والمفكرين، وكانت له مكتبة عظيمة تغص بآلاف الكتب النفيسة؛ ومع أنه كان في معظم أوقاته مشغولاً بأعمال الحرب والسياسة، فإنه لم يكن يترك فرصة للقراءة إلا انتهزها؛ وكان واسع الاطلاع والمعرفة إلى حدود مدهشة؛ وكان نصير للآداب والفنون يدعو أقطاب الكتابة والفن إلى البلاط النمسوي ويغدق عليهم عطفه ورعايته؛ ومازالت مكتبته ومجموعاته الفنية تكون قسماً عظيماً من

<<  <  ج:
ص:  >  >>