قبل أن تتعرض للنقد يجب أن تتأكد من نفسك أولاً، وأن تعرف مدى ما لديك من المعرفة والعبقرية والذوق السليم.
الكبرياء من أقوى الأسباب التي تحول بين المرء ورؤية الحقائق. ومن شأن الطبيعة أن تزيد في كبرياء المرء بمقدار ما ينقصه من المقدرة
في البدء يخيل إلى الشاب المتحمس أنه بمعلوماته البسيطة بلغ ذروة الفن، ولكنه كلما أمعن في طلب العلم بدا له نقص أوضح. كالمصعد في جبال الألب يتراءى له في بدء تصعيده أنه يدنو من الذروة العليا، فإذا ما أستمر في تصعيده بدت لعينيه ذرى تعلوها ذرى
الناقد الكامل يقرأ الكتاب بنفس الروح التي كتب بها المؤلف. ينظر للكتاب ككل، فلا يجعل همه اكتشاف الغلطات التافهة. وهل يُحكم على جمال شخص بجمال العين أو الشفة على انفراد؟
بعض النقدة همهم اللغة. يعجبهم من الكتب ما يعجب النساء من الرجال: حسن الثياب
سلاسة الأسلوب ليست وليدة المصادفة، وإنما هي ثمرة الفن. جرس الكلمة يجب أن يكون صدى لمعناها
بعض النقدة ينتقد أسماء المؤلفين لا مؤلفاتهم، فيمتدح أو يذم الشخص لا كتابه. والبعض الآخر يمتدح القديم لأنه قديم، أو الجديد لأنه جديد. فلا تكن أول من يجرب الجديد ولا آخر من يتخلى عن القديم
وهنالك من يمتدح في أول النهار ما يذمه في آخره؛ وإذا سألته عن السبب أجابك: (أنا الآن أعقل مني في الصباح.) ولا ريب أنه سيكون في الغد أعقل منه الآن
والبعض إنما يقدر من كان من رأيه أو حزبه، فيتخذ من نفسه مقياساً للنقد عاماً
لا يكفي أن يجتمع في الناقد الذوق والمعرفة وإصابة الرأي، بل يجب أن ينضم إلى هذه الصفات الحق والصراحة.
عليك بالصمت التام عندما تكون غير واثق تمام الثقة من صحة رأي. وعليك أن تتواضع إذا كنت متمكناً من رأي، وأن تعترف بأغلاطك
لا يكفي أن يكون نقدك حقاً تقصد به الإرشاد، إذ كثر ما سببت الحقائق الجافة أضراراً أبلغ من الأخطاء، لأن الناس يحبون أن يُعلَّموا وهم لا يشعرون أنهم يعلمون، وأن تُذكر لهم