١ - ذكره أبن بسام في ذخيرته، فقال:(كان بحر براعة، ورأس صناعة، وزعيم جماعة، طرأ على جزيرة الأندلس منتصف المائة الخامسة من الهجرة بعد خراب وطنه من القيروان، والأدب يومئذ بأفقنا نافق السوق، معمور الطريق، فتهادته ملوك طوائفها تهادي الرياض بالنسيم، وتنافسوا فيه تنافس الدار في الأنس بالمقيم، على أنه كان فيما بلغني ضيق العطن، مشهور اللسن، يتلفت إلى الهجاء، تلفت الظمآن إلى الماء، ولكنه طُوِي على غَرِّه، واحتمل بين زمانه وبعْدَ قطره، ولما خلع ملوك الطوائف بأفقنا، أشتملت عليه مدينة طنجة، وقد ضاق ذرعه وتراجع طبعه. . .)
٢ - وذكره أبن بشكوال في الصلة فقال:(علي بن عبد الغني الفهري المقرئ الحصري القيرواني يكنى أبا الحسن، ذكره الحميدي وقال: شاعر أديب، رخيم الشعر، دخل الأندلس ولقي ملوكها، وشعره كثير، وأدبه موفور، وكان عالماً بالقراءات وطرقها، وأقرأ الناس القرآن بسبته وغيرها. أخبرنا عنه أبو القاسم بن صواب بقصيدته التي نظمها في قراءة نافع، وهي مائتا بيت وتسعة أبيات قال لقيه بمرسية سنة ٤٨١هـ وتوفي بطنجة سنة ٤٨٨هـ)
الموافقة لسنة (١٠٩٥) ميلادية
٣ - وذكره أبن خلكان في وفيات الأعيان، فأورد قول أبن بسام ثم قال:(قلت وهذا أبو الحسن أبن خالة أبي إسحاق الحصري صاحب زهر الآداب) ونقل كلام أبن بشكوال والحميدي ثم قال (وله ديوان شعر. فمن قصائده السائرة قصيدته التي أولها:
يا ليل الصب متى غده ... أقيام الساعة موعده؟
رقد السمار وأرقه ... أسف للبين يردده
إلى أن قال: وحكى تاج العلاء أبو زيد المعروف بالنسابة قال: حدثني أبو أصبغ نباتة بن الأصبغ بن زيدين محمد الحارثي عن جده زيد بن محمد قال: بعث المعتمد بن عباد صاحب أشبيلية إلى أبي العرب الزبيدي خمسمائة دينار وأمره بأن يتجهز بها ويتوجه إليه وكان بجزيرة صقلية، وبعث مثلها إلى أبي الحسن الحصري وهو بالقيروان فكتب إليه أبو العرب:
لا تعجبن لرأسي كيف شاب أسى ... وأعجب لأسود عيني كيف لم يشب