للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لوليم بيث الوزير الإنكليزي الشهير، ولم تكن فتاة حسناء. ولكنها كانت تتمتع بجاذبية نسوية غريبة؛ ولم تصادف في بدء حياتها نجاحاً في المجتمع الإنكليزي ولا قبولاً في بلاط الملك جورج الثالث؛ بيد أنها اتصلت صلات غرامية ببعض رجالات العصر، مثل اللورد جرانفيل لنيفنسون والسير جون مور القائد الشهير؛ ثم عافت المجتمع الإنكليزي ونقمت عليه لما لقيت فيه من إعراض وخصومة، وغادرت إنكلترا في سنة ١٨١٠ لكي لا تعود إليها إلى الأبد. وبعد أن زارت جبل طارق ومالطه ذهبت إلى اليونان وهنالك لقيت الشاعر بيرون؛ ولكنهما لم يتفاهما؛ فسافرت إلى استانبول؛ وهناك اتصلت ببلاط السلطان محمود، وتركت لنا وصفاً شائقاً عن بلاطه وحاشيته وحفلاته. وإليك نبذة ظريفة تصف خروج السلطان إلى السلاملك في يوم الجمعة:

(يركض البستانية صائحين (أفسحوا لجلالة السلطان أمير المؤمنين) وهم يلوحون بأسواطهم المعقودة؛ بينما تنتظم في الشارع فرق من جند الانكشارية ترد الجموع؛ ويبدأ الموكب بالسقائين يرشون الشارع، ثم كوكبة من الفرسان ذوي اللحى تحيط بها جماعة زاهية تحمل أدوات القهوة السلطانية وسيف السلطان وشبكة في أوعية ساطعة)

وبعد أن لبثت لايدي هستر حيناً في استامبول سافرت إلى مصر، واتصلت في الحال بمحمد علي، وزارته في قصره الفخم بالأزبكية فأكرمها، وأنس بلقائها؛ ونوهت اللايدي هستر فيما بعد بكرمه وذكرت أنه اعتاد أن يقف للقائها؛ وفي ذات يوم نظم محمد علي عرضاً عسكرياً إكراماً لها، وعرض فيه الكولونل سيف (سليمان باشا) القوى البدوية، وبعد نهاية العرض قدم لها محمد جوادين هدية منه

بيد أن اللايدي هستر رغم ذلك تصف مصر بأنها مريعة، بأزقة ضيقة، وروائح كريهة، وشوارع متربة

وسافرت لايدي هستر بعد ذلك إلى فلسطين ثم إلى الشام، وهنالك تعرفت بالأمير الشهابي وتوثقت بينهما أواصر الصداقة؛ ثم سارت إلى تدمر حيث أعلنت نفسها ملكة على بعض قبائل البدو، وحصنت قصرها في جبل الياس، والتف حولها كثير من الدروز والنيصرية؛ ولما غزا إبراهيم الشام احترم قصرها ولم يهاجمها، وبلغ حب بعض السوريين لها أن كانوا يعتبرونها شبه قديسة، بل إن بعض الدروز اليوم يضعونها بين آلهتهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>