ثم أعود فأقول لنفسي:(عن أي شيء تتكلم يا هذا؟. . . الجمال؟. . . سبحان الله العظيم! إن الجمال هو سلاح المرأة، فحظها منه ينبغي أن يكون موفوراً، وإلا زهد فيها الرجال، إذ كان لا مزية لها في غير ذلك. . . ولكن الرجل شيء آخر، وسلاحه في الحياة قوته وقدرته على الكفاح. . . لا هذه الأصباغ والألوان التي لا تلبث أن تحول. . فدع الجمال، فأنه شيء يطلب في المرأة ولا يطلب في الرجل. . . وماذا غيره؟. . . إنك غير محتمل؟؟. . لماذا بالله؟؟ لماذا تظلم نفسك وتبخسها هذا البخس؟. . ومع ذلك هذا شيء يترك لتقدير الغير ولا يجوز أن تكون أنت الحكم فيه. . . يعني ماذا؟. . . أتراني أهرب بهذه السفسطة من التقدير؟. . . لا. . . ولكن ينقصني أن أعرف الرجل الذي يستحيل أن يهتدي إلى امرأة تحبه، مهما بلغ من رأي الرجال فيه أو من سوء رأيه هو في نفسه. . . أو لم تسمع بالمثل القائل: (كل فوله لها كيال؟)، ألسنا نقول ذلك كلما رأينا رجلاً ثقيلاً تحبه امرأة جميلة كانت تستطيع أن تجد ألف عاشق لها غير هذا الجلف أو السمج، أو ما شئت غير ذلك من الأوصاف التي لا تهون على النفس؟ ومع ذلك هذه مبالغة، فما أنا بحيث أحتاج إلى التعزي بأن كل فولة لها كيال. . . أعوذ بالله. . . بقي المال والعقل. . . والكلام في هذا كلام فارغ. . . فليس من الضروري أن يكون المرء نداً لروتشيلد لكي تحبه المرأة مهما بلغ من جمالها. وليت من يدري بماذا فاز روتشيلد من حب الجميلات في حياته؟ ومتى كان المال يشتري الحب؟ كذلك ليس من الضروري أن يكون المرء سقراطا أو غيره من أصحاب العقول الضخمة ليكون محبوباً. . ومع ذلك سل سقراط عن تعذيب امرأته له، وتنغيصها حياته، وتسويدها عيشه!. . . ماذا ترى تفعة عقله وفلسفته؟. . . لا يا سيدي! الحب شيء لا ضابط له إلا تقدير المرأة للرجل الذي تحس بغريزتها أنه أصلح لها من سواه؛ وقد تكون مخطئة، ولكن هذا هو العامل الموجه لها في اختيارها. . . إذن هناك أمل؟. . . بالطبع!. . . ما هذه الحمارية!. . . إنها ولاشك عادة التفكير الطويل في كل أمر. . . وهي عادة تضعف الثقة بالنفس، وتفقدها الشجاعة اللازمة للأقدام)
ودارت في نفسي كلمة الأقدام بعد أن نطقت بها - في سري، وهل أنا مجنون لأتكلم بصوت عال يسمعه من في البيت فتكون النتيجة أن يخربوا بيتي؟ - فلم يسعني إلا أن