للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هذه كلمة مجملة أبنا فيها ضعف الحياة العلمية في المغرب وقدمناها بين يدي كلمتنا عن الحياة الأدبية لنعرف السبب الرئيسي لضعف الحياة الأدبية المغربية والعنصر الوحيد الذي يكون هذا الضعف ويمده بسبب منه. . . وإذا بحثنا عن الحياة الأدبية المغربية، أعني وسط الأديب المغربي لنرى هل وسط راق أم منحط. . وهل هناك ما يسمى بالحياة الأدبية حقا، لأم نجد أحسن حالاً من الحياة العلمية، بل نجدها أضعف منها وأحط بكثير؛ ولم نجد هنالك ما يطلق عليه هذا الاسم ويسمى بالحياة الأدبية. فهذه ناحية تنقص المغرب من جملة النواحي التي تنقصه وتزري به وتظهره في العالم العربي أشل. . ننظر إلى العالم العربي ونقيس المغرب بجانبه فيظهر لنا البون الشاسع بين حياته الأدبية وحياة العالم العربي، فهذه المطابع الشرقية تظهر علينا من حين لآخر بعشرات الكتب الجديدة الأدبية والعلمية بأقلام أدباء شرقيين وخاصة في مصر، فأين هي آثار المطابع المغربية من ذاك؟ وأين هي المجهودات الأدبية للأدباء المغاربة أمام مجهود الشرقيين على العموم والمصريين على خصوص؟!. . وهذا العالم العربي يطلع علينا كل يوم بمئات الصحف والمجلات الأدبية والعلمية ويظهر فيها من المقدرة على البحث الأدبي والإنتاج العلمي ما ينبئنا بقوة حياته الأدبية وبلوغها أوج الكمال، فأين هي الصحف والمجلات المغربية الأدبية؟ وأين هو إنتاج المغاربة الأدبي وبحثهم العلمي؟ وهذه الأندية الأدبية في الشرق تخرج لنا كل يوم محاضرات قيمة تغذي بها أفكار الناشئين وتكون فيهم روحاً أدبية تعينهم على مضاعفة جهودهم حتى يبلغوا المستوى اللائق بأمتهم، فأين هي الأندية الأدبية المغربية وأين هي آثارها نحو الناشئة المغربية. .؟

إنا لنبحث عن عوامل التكوين هاته الحياة الأدبية المنشودة في الكتب والمجلات والأندية فلا نجد آثراً لهذه العوامل نفسها، فما هو سبب هذا الضعف في حياتنا الأدبية. . .؟؟ إذا بحثنا عن السبب في ضعف هاته الحياة بل في اضمحلالها لم نجده ينحصر في سبب واحد أو اثنين، ولكنها أسباب تتراكم من بحث عنها وقلب بين جوانبها وسنذكر أهمها في هذه الكلمة.

١ - ضعف التعليم

هذه ناحية مهمة وسبب قوي، بل سبب رئيسي لضعف الحياة الأدبية في المغرب؛ فالتعليم

<<  <  ج:
ص:  >  >>