للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جوركي ذاته.

وعرف جوركي ظلام السجن أكثر من مرة؛ ولكنه كان في كل مرة يخرج أقوى نفساً وأثبت عزماً على الكفاح. وفي سنة ١٩٠٦ سافر إلى أمريكا موفداً من الجمعيات الثورية الروسية ليدعو إلى قضية الحرية الروسية. ولكنه لم يلق النجاح المرغوب، لما عرف أن السيدة التي ترافقه هي صاحبته وليست زوجته؛ وقام أيضاً بالتجوال في ألمانيا وفرنسا ليدعو ضد القرض الذي كانت تحاول القيصرية عقده، وهو ينذر بأن الشعب الروسي لن يدفعه؛ ولكن مساعيه خابت وعقدت روسيا هذا القرض في فرنسا قبيل الحرب؛ ومع ذلك فقد صحت نبوءته، وجاءت الحكومة البلشفية فأعلنت إلغاء ديون القيصرية كلها.

وعاد جوركي إلى روسيا قبيل الحرب وأسس مجلة أدبية ثورية؛ ثم كانت الحرب، فتفرق زعماء الثورة في كل مكان، ولبث جوركي في روسيا، حتى كانت الثورة البلشفية، فظهر عندئذ في طليعة زعماء الثورة؛ وقربه لينين. وكان جوركي يحترم الرجل الذي حطم طغيان القياصرة، وحقق سيادة الطبقات العاملة، أعني لينين، ويذهب في هذا الاحترام إلى حد التقديس والعبادة. وغدا جوركي من أقطاب النظام الجديد، وغدا لسانه وزعيمه الأدبي؛ وأغدقت عليه الحكومة البلشفية رعايتها. ومنذ نحو عشرين عاماً يقود جوركي الحركة الأدبية الحديثة في روسيا، ويغذيها بروحه الثوري المضطرم

وأخرج جوركي في تلك الفترة عدة كتب رائعة: منها (الشريدون) و (ذكريات الشباب) و (المتفرج) و (كوموفالوف)، وهو أعظم كتبه؛ و (الأعماق السفلى) وهي قطعة مسرحية قوية؛ وغيرها.

والخلاصة أن جوركي يعتبر من أعظم زعماء الأدب الروسي المعاصر. وقد نوه البرنس كوروباتكن في كتابه عن الأدب الروسي بعبقرية جوركي الأدبية والفلسفية

(ع)

جوركي أديب الصعاليك

كتبنا كلمة في هذا الباب من أبواب (الرسالة) منذ أسبوعين عن حياة جوركي؛ وها قد لفظ أديب الشيوعية الكبير آخر أنفاسه في الأسبوع الثاني من هذا الشهر (٩ يونيه سنة ١٩٣٦)

<<  <  ج:
ص:  >  >>