عبد الله أمانة لك، فوالله إنك لتأخذها صوامة قوامة، عارفة بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتق الله فيها، ولا يمنعك مكانها مني إن رأيت منها ما تكره أن تحسن أدبها. ثم سلمها إليّ ومضى. قال: فوالله ما رأيت امرأة قط أقرأ لكتاب الله تعالى، ولا أعرف بسنة رسول الله صلى عليه وسلم، ولا أخوف لله عز وجل منها. لقد كانت المسألة المعضلة تعي الفقهاء فأسألها عنها فأجد عندها منها علماً
وروى أنها لما تزوجت، وبكر زوجها خارجاً سألته: أين يذهب؟ فقال لها إلى حلقة أبيك سعيد. قالت له:
اجلس أعلمك علم سعيد!
تقشفه وعبادته
قال ميمون بن مهران: بلغني أن سعيد بن المسيب عمّر أربعين سنة، لم يأت المسجد فيجد أهله قد استقبلوه خارجين منه قد قضوا صلاتهم
وقال ابن حرملة: اشتكى سعيد عينه، فقالوا له: لو خرجت يا أبا محمد إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة لوجدت ذلك خفة، قال: كيف أصنع بشهود العتمة والصبح؟!
وقال عمران: قال سعيد: ما أظلني بيت بالمدينة بعد منزلي، إلا أني آتي ابنة لي فأسلم عليها أحياناً، (قال): وكان سعيد يكثر الاختلاف إلى السوق
وقال محمد بن سعيد: كان سعيد بن المسيب أيام الحرة في المسجد لم يبايع ولم يبرح، وكان يصلي معهم الجمعة، ويخرج إلى العيد، وكان الناس يقتتلون وينتهبون وهو في المسجد لا يبرح إلى الليل. قال: فكنت إذا حانت الصلاة أسمع أذاناً يخرج من قبل القبر حتى أمن الناس، وما رأيت خيراً من الجماعة
وقال ابن حرملة: قلت لمبرد مولى ابن المسيب: ما صلاة ابن المسيب؟ فأما صلاته فقد عرفناها. فقال: والله ما أدري، إنه ليصلي صلاة كثيرة، إلا أنه يقرأ بـ (ص والقرآن ذي الذكر)
وقال عطاء: إن سعيد بن المسيب كان إذا دخل المسجد يوم الجمعة لم يتكلم كلاماً حتى يفرغ من صلاته، وينصرف الإمام، ثم يصلي ركعات، ثم يقبل على جلسائه ويُسأل
وقال عاصم بن العباس: كان سعيد بن المسيب يذكّر ويخوف