يكتب دوهامل عن مصر ولم يصفها كما يفعل زملاءه الذين يزرونها؛ ولكن يؤثر عنه بأنه وصف مصر بأنها (الأرض التي يسود فيها منذ الآماد عشق الحياة الأخرى) وقد تأثر دوهامل أيما تأثير مما رأى من آثار الفراعنة التي تتجسم فيها فكرة الخلود والأبدية
ودوهامل يكتب بأسلوب رائع وبيان قوي؛ وتطبع كتاباته كلها نزعة إلى الإنسانية وإلى التسامح العام
ولم يكن دوهامل يوما من الساعين إلى الدخول في الأكاديمية ولكنه حينما رشح وأنتخب لهذا الكرسي الرفيع لم يسعه إلا أن يتبوأه مغتبطا
بعثة جديدة إلى الأرض الخضراء
سافرت أخيراً إلى الأرض الخضراء (جرينلند) بعثة علمية فرنسية، لتقوم بقطع هذه الجزيرة القطبية الشاسعة من الغرب إلى الشرق؛ وهي مؤلفة من الدكتور جيسان، وميشيل بيريه، والكونت كوند، ورئيسها بول أميل فكتور. ومن أهم أغراض البعثة أن تقوم بإسعاف السكان الذين يقطنون هذه الصحاري الثلجية والذين تفتك بهم (الأنفلونزا) في الوقت الحاضر فتكا ذريعاً
وقد سبق لرئيس هذه البعثة، وهو بول فكتور أن قام برحلة كبيرة إلى الأرض الخضراء، وسلخ عاما في مدينة انجمسالك في شرقي الجزيرة، وهو يعيش عيشة أهلها الصيادين ويقلدهم في جميع عاداتهم وأحوالهم الخشنة
وقد حالت تلال الثلوج دون سير السفينة (بوركوا) القطبية، فاضطرت البعثة أن تحاول الوصول إلى أنجمسالك من طريق اليابسة
ومن أغراض البعثة العلمية أن تقوم بتحقيق ملاحظات العلامة المكتشف فنجر الذي قام سنة ١٩٣٠ بسبر غور أعماق الطبقة الثلجية التي تغطي الجزيرة كلها، وإن تكرر تجاربه من نسف الثلوج بالديناميت، وقياس سرعة تغلغل الديناميت ليستدل بها على الأغوار؛ وقد ثبت من تجارب العلامة فنجر أن أعماق الطبقة الثلجية تتراوح بين ٢٠٠٠ و ٢٧٠٠ متر؛ وتنوي البعثة أيضاً أن تقوم ببعض دراسات أقليمية، وأن تدرس طبائع السكان وأحوالهم الجنسية