كما تشكر مدير المعرض الصناعي الأستاذ عارف بك النكدي عضو المجمع العلمي لمساعدتها بمبلغ (٣٠٠) ليرة سورية، وكما تشكر محافظ مدينة دمشق الممتازة الأستاذ توفيق بك الحباني الذي قرر أن يسمي الشارع الجديد المجاور لدائرة التبليك باسم (شارع المتنبي) وذلك يوم افتتاح المهرجان
سجون سيبيريا
كانت سجون سيبيريا منذ الحكم القيصري دائماً مثار الروع والرهبة؛ وقد أوحت شناعتها وهولها إلى كثير من الكتاب الروس كتباً وفصولاً مؤثرة مروعة؛ وللكاتب الروسي الأشهر دستيوفسكي الذي قضى ردحاً من الزمن منفياً في هذه السجون الهائلة كتاب ساحر مؤثر عنها اسمه (دار الموتى) يصف فيه هولها، وما يقاسيه المسجونون فيها من ضروب العذاب والويل، وقد نسى الناس اسم سيبيريا ونسوا سجونها مذ قام الحكم البلشفي في روسيا، ولكن الحقيقة أن السجون السيبيرية مازالت جحيم المحكوم عليهم في العصر الجديد كما كانت أيام الحكم القيصري
وقد صدر أخيراً بالألمانية (وصدرت له ترجمة إنكليزية) عن سيبيريا وسجونها الهائلة عنوانه (القرية المنسية) بقلم ضابط ألماني أيام الحرب الكبرى يدعى تيودور كروجر؛ والكتاب مؤثر مروع معاً، وفيه يقص مؤلفه كيف أسر في الحرب الكبرى سنة ١٩١٤ في روسيا، وكيف حاول الفرار فقبض عليه وسجن؛ ويصف لنا المؤلف روعة هذا السجن الأول؛ ويكفي في وصف هوله أنه كان عائشاً في الظلام الدامس، وأن الماء القذر كان في معظم الأوقات يغمره حتى كتفيه، ثم اخذ الأسير إلى سيبيريا مصفداً في الأغلال الثقيلة؛ وبعد حين افرج عنه، واستطاع أن يكتب إلى ألمانيا وأن يستحضر بعض المال؛ وهنالك، في منفاه الثاني تزوج من فتاة منغولية، وتذوق بعض السعادة؛ وساعد في تنظيم مسألة الأسرى الألمان، واستطاع أن يرتب لهم أعمالاً، فاحترفوا الخياطة والنجارة والنقش وغيرها، وأسس قرية صغيرة؛ أما هو فاحترف تجارة الفراء، وحسنت حاله، ولكن الثورة البلشفية نشبت في سنة ١٩١٧، فاضطربت الأمور، ونسى الأسرى الألمان من العالم كله، وهلك كثيرين منهم من الجوع والأوصاب وكان حظ المؤلف اتعس حظ، فقد قتلت زوجه وولده بيد أحد أعدائه، في نفس الوقت الذي عقد فيه الصلح بين ألمانيا وروسيا