هو أخبثهم - أن أقرأه لهم، فقلت: حتى ينشر. قالوا: بل الآن وهل ثم مانع؟ وما الفرق بين أن نسمعه الآن وأن نقرأه مطبوعاً في (الرسالة)؟؟ فاقتنعت - لا أدري كيف؟ - وشرعت أقرأ لهم، وليتني ما فعلت فقد كنت كأنما بعت نفسي. .
وقال أحدهم: (اسمع. . مادام أن الأمر كما تقول فان من الواجب تغيير كذا وكذا وإبداله بكيت وكيت. . .)
فقلت: (هذا مستحيل. . لقد كتبت ما خطر لي وانتهى الأمر)
قال: (كلا. . يجب أن تجعل الرجل الذي تتحدث بلسانه أرق مما يوهم كلامك)
قلت: (ولكنه هكذا. . وقد خلقه الله كذلك فكيف أشوهه أنا؟؟)
قال: (إذا هو شخص حقيقي.؟)
قلت - وقد أحسست إني وقعت - (يا أخي وما لك أنت؟. إن صورته في ذهني هي كما أصف. . ولست أستطيع أن أغيرها إلا إذا استطعت أن أغير طريقة تفكيري وصبغة خيالي. . وهذا شيء لا قِبلَ لي به فاقصر بالله عليك)
فشرعوا يتهكمون ويسخرون. وقال أحدهم: (هل قلت إن أنفه أقنى؟؟)
قلت: (كلا فإني أستقبح هذا النوع من الأنوف)
قال: (إني واثق انك كنت تتصورني وأنت تصف هذا العاشق المدنف، ولهذا أرى من حقي أن أُستشار فيما تكتب عنه)
قلت: (إن عاشقي ليس مدنفاً. . . هو على العكس صحيح معافى. . . ثم إنك آخر من يصلح لهذه المواقف الإنسانية. . . ولست مجنوناً حتى أصفك في قصة)
قال: (هل تسمعون؟؟ لا بأس!. عض اليد التي تطعمك وتغذيك!!. هذا جزاء من يسمح لك أن تصور شخصيته البارعة. . لا بأس!! ولكني لا أفهم كيف تكون هذه الحبيبة عصرية ولا يكون لها كلب؟. أو على الأقل جرو صغير؟؟. . نعم لا بد من كلب فقم أدخله في القصة)
فقلت بغيض: (يكفي لأنك ستقرأها فيتحقق مرادك) فلم ينهزم وقال: (صحيح؟؟ ولكن هذا لا ينفي أن الفتاة المسكينة لا كلب لها إلاّ على بعد ثلاثين مترا!! كلاّ. هذا لا يليق!! اسمع مني وغير ما كتبت. . وهاأنذا مستعد أن أساعدك. . إن المناسبة توجد الرجل الصالح. .