للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقال من قصيدة:

كان عبد الغني للعين نورا ... ولقلبي هدى وللعيش طيبا

كان شيبي به شبابا فلما ... بان رد الشباب مني مشيبا

كنت في غربتي كأني به في ... وطني، فانقضى فعدت غريبا

لم يدع فقده لمغناي معنى ... فخلا آهلا وضاق رحيبا

لست أنسى مقامه ومقامي ... وكلانا مثل القتيل خضيبا

أنفه ينثر العقيق وعيني ... تنثر الدمع بالعقيق مشوبا

ضمني شاكيا إلي فقلبي ... كلما يشتكي يطير وجيبا

وبودي لو احتملت فداء ... عنه ذاك الضنى وتلك الكروبا

لو أطق فيه حيلة غير أني ... مذ قضى نحبه ألفت النحيبا

مات من كنت أقطع البيد جرا ... هـ وأرجو المنى وأخشى الخطوبا

ما أعز الحياة للمرء! ما اب ... عد آماله وأدنى شعوبا

ما أقل الوفاء، ما أضعف الطا ... لبَ في ذا الزمانِ والمطلوبا

يا حبيب الآله لولا المنايا ... لشفي منك ما أَعل الطبيبا

يوم ناديتَ: (فرج الله كربي ... إنني اشتقت مسجدي والأديبا

ولِداتٌ سبقتهم لحقوني ... صار من كان غالباً مغلوبا

طال سقمي فارفع دواتي وأقلا ... مي ولا تمح لوحي المكتوبا

فإذا ما أفقت أدركت من فا ... ت وعادت عنقاؤهم عندليبا)

قُلتَ ما قلت ثم زاد سقام ... ودم غادر البياض شحوبا

فجرت عبرتي وأحسب نفسي ... فجرت، كان برّها أن تذوبا

ولدي! كيف نستوي؟ أنا في حرّ ... الرزايا وأنت في ظل (طُوبى)

أنت حيث المقربون فأبشر ... وسل الله أن أراك قريبا

خضعت بعده رقاب لداتٍ ... كان فيهم معظما ومهيبا

كان يهدي قلوبهم ثم ولى ... فمعوا الآن أعينا وقلوبا

حق لي أن أشق قلبي بكاء ... لا أوفيك إن شققت الجيوبا

<<  <  ج:
ص:  >  >>