للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذه نزعة تقر الإسلام عليها كل نفس شريفة، ولا تصادف معارضة من أي فريق حتى أصحاب المذاهب المتطرفة

الختان

أما مسألة الختان - فلا تصح أن تكون عقبة أمان الذين يريدون الإسلام، فإن الختان كان معروفاً عند بني إسرائيل قبل مجيء الإسلام، وقد اقتبسه عنهم العرب الجاهليون. فلما جاء الإسلام أقره شأنه إزاء كل عادة نافعة أو عمل صالح

وقد قرر الأطباء أن الختان من انفع العادات واحفظها من الأمراض التناسلية، فإن القلفة بتغطيتها لرأس العضو تختزن في طيها الأقذار وتكون موطناً للجراثيم الضارة، وغسلها من باطنها مرات في اليوم من الأمور المتعذرة، فإزالة هذه القلفة مما يندب إليه قانون الصحة؛ وقد علم أن بقائها في الأمم لم تعتد إزالتها قد كان سبباً في انتشار الأمراض السرية، وهذه الأمراض لم تعرف في بلاد المسلمين إلا بعد اختلاطهم بجاليات الأمم من طرق العدوى

على إن الإسلام لم يوجب على أهله الاختتان إيجاباً كما هو مذهب الإمامين أبو حنيفة ومالك ولم يجعله شرطاً للإسلام، فهو في نظره سنة للرجال إن شاءوا أخذوا به تصوناً وتطهراً وإن شاءوا تركوه

أما النساء فلم يصل إلى درجة السنة في مذهب الإمامين السابقين، ولكنه عندهما كرامة لهن فقط. لذلك تجد أكثر المسلمين لا يختنون نساءهم؛ فالأتراك كافة والمغاربة والإيرانيون والهنود وغيرهم لا يعملون بهذه العادة فيما يتعلق بنسائهم

والعادة أن الاختتان يكون في السنين الأولى من الطفولة بين ثلاث وعشر غالباً، وليس فيه كبير مشقة ولا يتوقع من ورائه خطر إذ أنه لا يتعدى قطع الجلدة الزائدة المغطية للعضو مع عدم المساس بالعضو نفسه، ناهيك أنه يعمل بواسطة العارفين، واختتان الكبار كاختتان الصغار ليس فيه أقل ضرر

بقيت مسألة ربما تهم الذين يريدون الدخول في الإسلام جماعات غفيرة وهم كبار في السن، وهي أن يعرفوا ما حكم الإسلام فيهم، فإلى هؤلاء نوجه قول الحسن البصري رضي الله عنه، وهو إمام الأئمة المجتهدين، قال العلامة ابن قدامة الحنبلي في المجلد الأول من كتابه

<<  <  ج:
ص:  >  >>