فصولاً في السياسة الأسبوعية جمعها في كتاب أخرجه للناس، كتابا رد به طعن الطاعنين ودحض به زعم الزاعمين؛ وكأني بالأستاذ وقد كتب مؤلفه هذا لمن لا يؤمن بنبوة محمد مباشرة متوخياً في عمله ذلك الدعاية والتبشير لا نقل ما هو مكتوب في كتب السير من حادثات ووقائع
وإنني لا أتفق ومنتقدي كتاب الأستاذ هيكل من أنه أغفل كثيراً من الأمور المهمة في السيرة بأنه أنكر المعجزات. والتطرق لهذا الموضوع يحتاج إلى إفراد بحث بكامله لهذا فليس من الأصول أن أقول كلمة في ذلك سوى أنني أكتفي بالإشارة إلى ما أورده الأستاذ هيكل في الطبعة الثانية من كتابه وأضيف إلى ذلك تعريف الكتاب لجمهور القراء من الشيخ محمد مصطفى المراغي العلامة الأكبر، فإن هذا التعريف لكتاب مثل هذا الكتاب له أهميته العلمية
هذا وقد سكتت الأقلام وجفت الصحف كأن (حياة محمد) التي دبجتها يراعة هيكل كانت خاتمة ما يكتب في هذا الموضوع، ولكن سرعان ما أتحفنا الأستاذ (الحكيم) بكتابه (محمد)(ص) فقد تفنن في أسلوبه الجديد، وجدد في طريقته الفنية، ولكنه لم يزد ولم ينقص عما ورد في كتب السير، فلم نكبر له الموضوع وإنما أكبرنا له الأسلوب
ثم كان بعد ذلك أن خرجت علينا الرسالة في عددها (١٤٨) بمقال تحت عنوان (رسالة الأزهر في القرن العشرين) بتوقيع الأستاذ لبيب الرياشي المسيحي وبها دعا الكاتب إلى أن تكون رسالة الأزهر في القرن العشرين المسيحي، والقرن الرابع عشر المحمدي، دورته الأولى لرسالة الأزهر في هذا القرن كالقرن الأول المحمدي فيقابل الدور الأول دور التحنث والتعبد، دور تحقيق ودراسة من ينتخبهم الأزهر من عشاق التضحية، وعشاق الحق من طلابه، فيثقفون ثقافة عالية، ويتعلمون تعليما سامياً، فيتخصص كل فريق ممن وقع عليهم الاختيار نتيجة الفحص والاختبار باللغات الحية وبكل فرع من فروع العلوم العالمية العالية، علاوة على ما أتقنوه من علوم القرآن والدين والشريعة والسنة والسيرة واللغة العربية؛ وبعد هذا فرسالة الأزهر أن تكتب سيرة محمد (ص) بصورة تتفق وما جاء في القرآن الحكيم وعقلية الرسول البريئة وأعماله الحق
وقد ضرب الأستاذ في مقاله أمثلة مهمة خطيرة حذر الأزهر من أن يقع في مثل ما وقع