للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وصوتك الهازج المرن يصعد في السماء

تسمعه الأرض فتهتز قليلاً ثم يتوارى كأن لم يكن شدو ولا شاد

هي سكرة قدسية يا قبرتي ترفعك إلى الأوج السامق

ترفعك على جناحي الشوق وتنطقك بلغة الغناء

فما أسمى هذه السكرة التي لا يتخللها صحو!

وما أبدع هذا الشوق الذي لا يطفئه وصال

أنت من فجرك أيتها القبرة في صعود دائم

أنت من شوقك في وصال قائم

تمجدين الشمس قبل بزوغها وترفعين إليها صلاتك وغناءك قبل شروقها

حتى إذا لمعت في الأفق ووقعت عيناك على نورها الخاطف. .

فررت إلى أطباق الأرض غاشية العينين، واجفة الفؤاد!

ألا تتمهلين قليلاً حتى تراك الشمس

وأنتِ في الأطباق العالية تغنين لها!

ألا تتمهلين حتى تتمتع عيناك بالكوكب الساطع

ويرتاح قلبك إلى من خفق للقائه شوقاً وحنيناً؟

عينك لم تستطع أن تحتمل شعاع (الشمس)

وفؤادك ناء بإفراغ شوقه للمشوق

وفي اللحظة الأخيرة تراخى جناحاك وعشيت عيناك وتدحرجت على الأرض بعد أن

رقيت معارج السماء!

ألم تتذوقي لذة الشروق؟

ألم تطعمي طعام ذلك العالم العلوي؟

ألم يكشف لك عن خزائن ذلك الوجود؟

الشوق والغناء والويل والعناء كلها تذوب تحت لوائك أيتها الشمس!

ما وصلك الذي تتغنين به؟

ما شوقك الذي ملأ الفضاء

<<  <  ج:
ص:  >  >>