للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وهذا الخيال، وهذه الطبيعة، وهذه الدراسة، كانت قادرة على أن تجعل من أبي حديد عوناً للقصة المصرية شديداً، ومناصراً قوياً، وفارساً مبرزاً، لو أقبل يدخل الميدان ويوغل في ثناياه. . وهو القدير على ذلك أي قدرة. .

ولقد كان لنا أن نضع الدكتور طه حسن بك في عداد القصصيين النابغين، حين نقرأ له كتابه (الأيام) الذي بلغ به شأو من الكمال عظيماً، والذي استطاع أن يفرغ في سطوره فناً عريقاً ومقدرة فائقة تطالع القارئ فتأخذ عليه حسه. . غير أن الدكتور - فيما عدا الأيام - لا يستطيع أن يكون قصصياً. . ولو أراد الله ووهب الدكتور نعمة الإبصار، لكسب فن القصة فيه خير نصير وأحسن عون، ولكان لمصر والشرق العربي أن ينتظرا منه خيراً كثيراً، لأنه - على حالته تلك - كان يحس إحساس المبصرين، ويدرك ما يجول بخواطرهم، أو ما يغمر كياناتهم من عوامل نفسية يدفعها إليهم الوسط لذي يحيط بهم - بكل ما فيه.

(البقية في العدد القادم)

هلال أحمد شتا

بسكرتيرية مجلس الشيوخ

<<  <  ج:
ص:  >  >>