للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منديلها الحريري الجميل. . . ثم جلست إلى جانبه، وأرسلت ذراعها البضة فوق كاهله، وأدنت رأسها من رأسه. . . ولم تكلمه!

وصمت سامي لحظة، ثم شرع يتغنى أغنية مطلعها:

إيه يا ليل، وقد طاب الهوى

وصَفَتْ أنفاسُهُ للأنفس

ما لقلبي خَفِقاً؟! هل من جوى

ومُنَى نفسي معي في مجلسي؟

وكان الفتى يرسل غناءه هادئاً يترقرق في أذني ليلى، وكانت نبراته ونبرات العود تأتلف وتسري في الهواء فيرقص من أسرها لهب الشمعة التي كان سامي يؤثرها على لألاء الكهرباء كلما غنّى. . . وكلما زارته ليلى.

وفرغ سامي من غنائه، وسكنت الحجرة قليلاً، ثم نادته فتاته:

* (سامي!).

* (ليلى!).

* (هل أسعد منا حبيبان في هذه الحياة؟).

* (كنت أرجو ذلك يا ليلى. . .).

* (ولم لا نكون يا سامي؟).

* (آه. . . أكثر الناس يحبون على أمل. . . أما نحن. . .).

* (مالنا؟).

(لاشيء. . . لا شيء مطلقاً يا ليلى، لنعد إلى أحلامنا وموسيقانا فهي غذاء روحينا. دعي هذا الحديث فإنه يزعجني. بحسبي أن أكون معك لحظة بعد أخرى فأذوب وأحترق!).

* (بل سنتحدث؛ بل ينبغي أن نفكر في المستقبل، إنني لا أطيق فكرة بعدي عنك يا سامي! إغفر لفتاة عذراء مثلي أن تكلمك هكذا! لقد امتزجت روحانا فليس يضيرني أن أصارحك! لقد اقتنع قلبانا ألا غناء لأحدهما عن الآخر، فلم نجلس صامتين تلقاء المستقبل الذي يروعنا بالفراق ولا نفكر بأن نحسم مشاكله؟).

* (وهل نستطيع ذلك يا ليلى؟ أنسيتِ. . .).

<<  <  ج:
ص:  >  >>