صدر أخيراً بالإنكليزية كتاب عن السحر عنوانه (الفن الأسود) ومؤلفه مستر (رولو أحمد). وقد اختار المؤلف لكتابه عنوان:(الفن الأسود) لأن اللون الأسود كالسحر في مختلف العصور، يقترن في أذهان الناس بالخشية والروع؛ ويقول لنا المؤلف: إن السحر معروف عند الإنسان في عصور ما قبل التاريخ، يدل على ذلك طائفة من الرسوم الحجرية التي وجدت في بعض الكهوف؛ وقد كان المصريون القدماء أساتذة في (الفن الأسود) وكان له عندهم المقام الأعلى؛ وكذلك عرف السحر جميع الأمم القديمة مثل الكلدانيين والآشوريين واليونان والرومان وغيرهم.
ويستعرض المؤلف تاريخ السحر منذ العصر القديم إلى عصرنا، ويحاول أن يشرح أساطير السحر ووسائله؛ وأهم قسم في الكتاب هو المتعلق بالسحر في العصور الوسطى، فهنا يجد المؤلف مجالاً كبيراً للتحدث، ويصف لنا كيف ذاعت فكرة الشيطان في تلك العصور إلى حدود مدهشة، وكيف كانت تمثل في كل شيء في الحياة العقلية والدينية.
وقد زين المؤلف كتابه بطائفة كبيرة من الرسوم والنقوش والتعاويذ السحرية.
وفاة راقصة شهيرة
توفيت في أواخر يوليه فنانة كبيرة هي الراقصة والموسيقية الكبيرة (ارجنتينا)، ولم تحرر راقصة في عصرنا من الشهرة الفنية بعد الراقصة الروسية الشهيرة آنا بافلوفا؛ قدر ما أحرزت (ارجنتينا). وكان ظهورها على المسرح في أوائل هذا القرن حيث ظهرت لأول مرة في بروكسل ولفتت الأنظار بروعة فنها وابتكارها. ولم تكن ارجنتينا راقصة فقط، بل كانت موسيقية بارعة؛ ولما ذاعت شهرتها أخذت تطوف مسارح العالم الكبرى، في باريس، ولندن، وأمريكا، وغيرها وهي تثير الإعجاب أينما حلت؛ وكانت في فنها، أي الرقص الأندلسي القديم قرينة بافلوفا، وفي رقصتها الشهيرة (احتضار البجعة). وكانت أبرع راقصة في استعمال الصنج (الصاجات) الأندلسية. وكانت ارجنتينا مثل زميلتها بافلوفا تحتفظ ببراعتها ورشاقتها حتى أعوامها الأخيرة، أعني وهي في حدود الخمسين. وكانت وفاتها في مدينة بايون على مقربة من بيارتز حيث كانت تمضي معظم أوقاتها في قصر بديع هنالك.