ذلكم مثال مما أملاه الشاعر على رواة ديوانه. وأني لراج أن ييسر الله لي عما قليل طبع الديوان مجرداً من كل شرح إلا أمالي الشاعر والمقدمات التاريخية التي تصدّر بها بعض القصائد وأحسبها من إملاء الشاعر كذلك.
٣ - وقد قرئ على أبي الطيب في مصر كتاب المقصور والممدود لأبي العباس بن ولاد فصححه وأخذ على مؤلفه غلطات، وقد عثرت على رسالة اسمها (التنبيهات على مقصور ابن ولاد النحوي) جاء في مقدمتها:
(قال أبو القاسم: وكان هذا الكتاب أعني المقصور والممدود قرئ على أبي الطيب بمصر سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، فردّ فيه على ابن ولاد أغلاطاً وبينها، واستشهد عند بعضها، فجمع رد أبي الطيب وشواهده بعض المصريين وادّعاه لنفسه بعد خروج أبي الطيب من مصر، وأضاف إليها أشياء من عنده غلط فيه هو وأشياء أصاب فيها. وكان هذا المدعي سمع هذا الكتاب وغيره من ابن ولاد وعنه سمعته، وهذا المدعي يعرف بأبي الحسين المهلبي، فإذ مرّ من تلك الأغلاط والشواهد شيء في كتابنا عزوناه إلى مستحقه وبيناه إن شاء الله). . .
وقد قرأت كتاب التنبيهات على مقصور ابن ولاد وهو كتاب صغير فجمعت ما نسبه المؤلف إلى أبي الطيب من الرد على ابن ولاد وأثبته هنا:
(وقال ابن ولاد في باب الشين: وذكر عن أبي عمرو ابن العلاء وعيسى بن عمرو أنهما قالا الشِذو لون المسك، قال الشاعر:
إن لك الفضل على صحبتي ... والمسك قد يستصحب الرامكا
حتى يعود الشذو من لونه ... أسود مضنونا به حالكا
وهذا ما أخذه عليه المتنبي قبلنا فقال هو الشِذو. وقد أصاب المتنبي وغلط ابن ولاد في فتحه.
وقال ابن ولاد في هذا الباب (باب الطاء): والطُرقي في النسب من قولهم الطُرقي والقُعدي فالطُرقي أبعدهما نسباً والقعدي أدناهما نسباً.
وهذا ما أخذه عليه المتنبي قبلنا فقال الصواب الطرفي بالفاء. وقال ابن الأعرابي يقال فلان أقعد من فلان أي أقل آباء وأطرف من فلان أي أكثر آباء. وهو مأخوذ من الطرف وهو