للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- (حادة! والقرآن يا حمادة! القرآن الذي حفظته في الأزهر؟ نسيته؟ نسيته يا حمادة. . . بهذه السرعة؟).

- (القرآن؟ القرآن!! هه!. . .).

وجمد الفتى في مكانه لحظة. . . ثم ولى الفتاة ظهره، ونظر إلى السماء وقال:

- (ربي! غفرانك اللهم. . . فاطمة!).

- (. . .؟. . .

- (انهضي فالبسي ثيابك!).

ونهضت فاطمة وهي لا تصدق، فارتدت ملابسه، الممزق منها وغير الممزق، ثم قالت لحمادة بصوت خاشع متهدج:

- (حمادة! أنت. . . مالك يا حمادة).

ولكن الفتى ازوَرّ عنها وقال:

- (لا شيء يا فاطمة. . . عودي أدراجك إلى منزل أبيك، وسأحرسك من بعيد. . .).

وانطلقت الفتاة في الطريق المقفر الموحش، وانطلق في إثرها حمادة، وهو لا يكاد ينظر إليها. . .

- (نظيرة! هل يحزنك أن أتزوج؟).

- (يحزنني؟ بل يسرني أن تمتع شبابك كما يحلو لك!).

- (إذن فقد عقدت على فتاة فلاحة. . . فقيرة في غاية الفقر وستكون خادمة لك إذا شئت!

- (من؟ من هي يا حمادة؟ من هي بالله عليك!).

- (فاطمة بنت عم عبد القادر العتال!).

- (مبارك. . . مبارك يا حمادة

ولم تحتمل نظيرة الموسرة هذه الرهبانية التي فرضتها على نفسها في منزل العمدة الذي خدع ابنه فرجت حمادة في طلاقها. . . وذهبت بكل ما عليها من ذهب إلى منزلها الرحب الفسيح في إحدى القرى المجاورة للمنصورة!

دريني خشبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>