قلت:(الرواية كلها؟؟ لا!. إن ثمنها غال جداً. . . على أني بعد التفكير العميق أرى أن المساومة لا تليق ولهذا أرفض كل ما تعرضينه كائناً ما كان).
قالت برقة:(ترفض أن تعلم أني. . . أني. . . أني. . . أحبك؟)(بصوت خافت).
فانتفضت واقفاً وصحت (إيه؟).
قالت:(لا تصح هكذا. .).
ووضعت فمها في ثقب المفتاح وهمست:(يا عبيط. . إني أحبك. . هل تفهم؟. وأنوي أن أتزوجك على رغم أنفك؟. . فنضع لهذه المنافسة السخيفة حداً ونستطيع حينئذ أن نقرأ الروايات البوليسية كلها معاً. . تقرأ لي فأسمع. . وأقرأ لك فتسمع).
فاعترضت وقلت:(ولكني قد أحب أن أسرع وأقلب بضع صفحات ليطمئن قلبي، ولا تحبين أنت ذلك فيقع الخلاف).
قالت:(كلا. . على كل حال. . سأكون واثقة أن الرواية باقية في البيت فأنا أتعهد لك أن أقدمك على نفسي وأتركك تسرع أو تبطئ كما تحب. . وحسبي أن تترك لي فتات المائدة).
فأثر في نفسي هذا الإخلاص والإيثار. . وأي إيثار أعظم، وأي تضحية أكبر، من أن تتركني أقرأ - أو أتم - رواية بوليسية قبلها؟؟ هذا إخلاص وإيثار لم يسمع - أو على الأقل لم أسمع أنا - بمثلها. فلا عجب إذا كنت قد فتحت الباب بسرعة وفتحت مع الباب ذراعيّ لها فدخلت في ذراعي قبل أن تدخل من الباب.
وكان لا بد أن أجزيها إخلاصاً بإخلاص، وإيثاراً بإيثار، فدفعت إليها الرواية وقلت:(إقرئيها قبلي يا نور العين).