يصبح وهو يكره الكلام ويميل إلى الصمت، يحب أن يفكر فيطيل التفكير، ويحلم فيغرق في الأحلام، فيراه ملزماً بالكلام خمس ساعات أو ستاً، وهو يحب الشاعر أو الكاتب ويميل إليه فيكرهه المنهج على درس شاعر آخر لا يحبه ولا يفهم أدبه، ويضطره الطلاب إلى إطالة الحديث حيث ينبغي له الإيجاز، أو إيجازه حيث تطلب الإطالة، أو لا يفهمونه ولا يسايرونه فيهبط من سماء متعته الأدبية، ليمشي مع أفهامهم وعقولهم. . .
إنه رجل شاذ الطباع متناقض العواطف، يشتاق إلى بلده فإن عاد ندم على العودة، وإن أقام هاجه الشوق، وإن لجأ إلى عقله ثارت عاطفته، وإن اتبع عاطفته أبى عقله. . .
لا يفهمه أحد، ولا يفهم هو نفسه. . مسكين! إنه أديب!