وزيراً للبحرية، وقائداً لأسطول الغواصات أيام الحرب الكبرى؛ ومن تقاليد الأكاديمية أن يمثل فيها دائماً إلى جانب أبطال الأدب، أبطال العسكرية البارزين في التفكير والثقافة مثل الماريشال فوش الذي كان من أعضائها.
وأما المونسنيور جرانت، فهو على رغم كونه من رجال الدين، كاتب ومؤرخ كبير؛ وهو دكتور في الآداب، وقد انتخب منذ سنة ١٩٢٨ لمنصب الأسقف، وكان من قبل مديراً للمعهد الكاثوليكي في ليل؛ وله ثبت حافل من الكتب والمصنفات المختلفة نذكر منها:(عيوب التربية المنزلية الحالية)(بوسويه في متز)(تطور الشعائر والعبادات في باريس منذ الثورة إلى عصر الكونكوردا)(شهداء سبتمبر سنة ١٧٩٢)(رسالة إلى المشرق) وكثير غيرها، وهو خطيب مفوه ومحاضر بارع، وقد اشتهر بمحاضراته الدينية والاجتماعية التي يلقيها من آن لآخر في العواصم الأوربية المختلفة.
وأما جاك دي لاكرانيل فهو كاتب وقصصي كبير، وقد ولد بمصر ونشأ بها؛ وكان بمصر في العام الماضي وألقى بعض محاضراته في القاهرة والإسكندرية؛ وهو من أساتذة الشباب في القصة المعاصرة، بيد أنه يميل إلى النزعة القديمة، وينتمي بنوع خاص إلى مدرسة الأب (بريفوست)؛ ويؤثر الاستعراض الهادئ للأحداث والفواجع، وأسلوبه حاد ولكنه واضح. ومن أشهر قصصه (الحب الزوجي) و (الأسقف العالية).
أنباء الزمن في أخبار اليمن
أصدرت (مجلة الإسلام) الألمانية فيما تصدره من دراسات لتاريخ الشرق الإسلامي وحضارته القسم الأول من مؤلف هام عن تأريخ اليمن، هو (أنباء الزمن في أخبار اليمن) ليحيى بن الحسين بن المؤيد اليمني. وقد وقف على طبعه وتصحيحه والتعليق عليه ومهد له في مقدمة طويلة بالألمانية الدكتور محمد عبد الله ماضي عضو بعثة الإمام محمد عبده، ونال بتقديمه إجازة الدكتوراه في مايو الماضي. وهو يطبع لأول مرة عن مخطوط قديم، ويتناول تأريخ اليمن في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع من الهجرة من سنة ٢٨٠ إلى سنة٣٢٢ هـ. وقد أهدى الناشر ثمرة مجهوده إلى روح المرحوم الإمام محمد عبده اعترافاً بفضله ومآثره؛ وسنعود إلى دراسة هذا السفر في فرصة أخرى.