قال:(لست أثني على نفسي، ولكني لو وجدت المال اللازم أستطيع أن أستولده. . .)
قلت:(تستولد المال؟)
قال:(لا لا. . . الحمام. . . أربيه وأستولده. . . وأبيع منه. . . عمل رابح جداً) فخطر لي أن لعله صادق، وأن هذا شيء يحسنه فسألته عما يحتاج إليه من المال فقال: أنه ادخر نحو جنيهين، وانه يستطيع أن يقترض من أهله نحو عشرة لكنه ينقصه مثل هذا القدر للبناء وشراء الحمام اللازم، فاقترحت عليه أن نجعلها شركة مساهمة فانطلق يحدثني عن الحمام وطباعه ومزاياه، ويصف لي أنواعه ويذكر لي أسماء لم أسمع بها من قبل، فاطمأن قلبي وأيقنت انه اهتدى إلى ما يحسن، وعدت به إلى القاهرة وجمعت له من أخوان لي ما يكفي (لمشروعه).
ولم أكن أظن أن الحمام تجارة رابح، ولكنه بعد عام واحد استطاع أن يرد ما أقترض من أهله ومنا، وان يخبرني أنه موفق، وانه يعيش عيشة راضية، لا ترف فيها ولا بذخ، ولكنها - على كونها عيشة كفاف - هي التي كان يصبو إليها، لفرط حبه لهذا الطير. . . .