لي كلمة أقولها للمستهزئين بالجسد، وهي أن احتقارهم إنما هو في الحقيقة حرمة واعتبار، إذ من هو يا ترى موجد الاحترام والاحتقار والتقدير والإرادة؟
إن الذات المبدعة أوجدت لنفسها الاحترام والاحتقار كما أوجدت اللذات والألم، إن الجسم المبدع أوجد العقل لخدمته كساعد يتحرك بإرادته.
إنكم لتخدمون الذات الكامنة فيكم حتى في جنونكم وفي احتقاركم. وأنا أقول لكم أيها المستهزئون بالجسد إن ذاتكم نفسها تريد أن تموت، وقد تحولت عن الحياة لأنها عجزت عن القيام بما كانت تطمح اليه، وما أقصى رغباتها إلا إبداع من يتفوق عليها، ولقد مضى زمن تحقيق هذه الرغبة، لذلك تطمح ذاتكم إلى الزوال أيها المستهزئون بالأجساد.
إن ذاتكم أصبحت تتوق إلى الزوال، وهذا ما يدفع بكم إلى الاستهزاء بالأجساد إذ قد امتنع عليكم أن تخلقوا من هو أفضل منكم.
إن هذا العجز قد ولد فيكم النقمة على الحياة والأرض. وها هي ذي تتجلى شهوة في لحظاتكم المنحرفة دون أن تعلموا
إنني لا أسير على طريقكم أيها المستهزئون بالأجساد، لأنني لا أرى فيكم المعبر الذي يؤدي إلى مطلع الإنسان الكامل