إليهم المادة ٣٥ من قانون سنة ١٨٨١؛ وقد نص في القانون الجديد على تقصير الإجراءات حتى يقع العقاب المنشود بالقاذفين بسرعة، ونص فيه على عقوبات مالية فادحة إلى جانب العقوبات المقيدة للحرية وما نص عليه من تعطيل الصحيفة. وقد أثيرت حول القانون الجديد اعتراضات كثيرة أهمها أنه لا يمكن إجراء الرقابة المالية المنشودة دون الإضرار بكثير من الصحف النزيهة المخلصة وعرقلة تقدمها، وإنه يخشى أن تعمد الهيئات التي تستتر وراء الصحف القاذفة إلى تزويدها برجال من قش يحكم عليهم دون أن ينال هذه الهيئات شيئاً ودون أن تقطع معونتها على الصحيفة المحكوم عليها. ثم إنهم يخشون جداً من عدم استقلال القضاء الفرنسي وميله مع الاتجاهات السياسية. بيد أن الحكومة الاشتراكية تتمتع في إصدار هذا القانون بكثرة من كل أولئك الذين يقدرون قيمة النزاهة والإخلاص والتعفف عن المطاعن القاذفة في صناعة القلم التي يجب أن ترتفع عن الاستغلال في الخصومات الدنيئة.
كارل فون أوستيسكي أيضاً
بسطنا في العدد الماضي كارل فون أوستيسكي الكاتب الألماني الكبير الذي فاز بجائزة نوبل للسلام عن سنة ١٩٣٥، والذي اعتبرت الحكومة الألمانية فوزه بهذا الشرف تحدياً لها لأنها تعتبره خائناً، لما كان يكتبه من مقالات في الدعوة إلى السلام ونزع السلاح؛ وقد أرادت أن تعتقله منذ سنة ١٩٣٣، ولكنها اضطرت إزاء اشتداد العطف الدولي عليه أن تطلق سراحه، فغادر المستشفى مريضاً منهوكاً حيث يعالج الآن. وقد اطلعنا أخيراً في جريدة (بازلر ناخرختن) السويسرية على حديث جرى لمكاتبها البرليني مع هذا الكاتب الشهير بإذن السلطات الألمانية، خلاصته أن فون أوستيسكي حينما نقل إليه خبر فوزه أبرق إلى الأكاديمية السويدية بقبول الجائزة، وبأنه سيأتي بنفسه إلى استوكهلم ليلقي خطبة القبول؛ بيد أنه سيحاول جهد استطاعته أن يكون واسطة لتحسين العلائق بين ألمانيا والسويد. ويصرح فون أوستيسكي بأنه ما زال على عقيدته السلمية يدعو إلى تفاهم المم، وأن الدعوة إلى السلم إنما هي في مصلحة وطنه، وأنها تتجه إلى جميع الأمم التي تبالغ في التسليح مثل روسيا السوفيتية؛ وأنه حين يغادر ألمانيا لن يعود إليها بعد. على أنه لا يريد قط أن يكون فوزه بجائزة السلام مدعاة لمظاهر سياسية؛ وأنه يأسف كل الأسف إذ كان