قلت له شوهاد؟ أي كلمة كبرت، وأي حمية صغرت، وأي. . .
ليتك تذهب إلى تركيا وتتكلم بغير التركية ويحسبك الأتراك تركيا مارقا فترى وتسمع ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من التأنيب والتعذير!
لا دواء لك ولا لأمثالك إلا أن تذهب إلى تركيا في شكل تركي، ولا أحسب المنطق يفيدك أو يفيد هذا الجمهور الغريب من أشباه الشباب وأشباه الرجال، هذا الجمهور الخارج من حظيرة فنية استعمارية. . نعم. . .
وصاح صاحبي السائح العراقي يقول: لقد طفت أكثر بلاد العالم فلم أجد أمة تحتقر نفسها وتلوي ألسنتها وتتحمس لهذا العبث إلا في بلادنا العربية
ما شأن اللغة العربية حتى تتجاوز عنها وترطن بالفرنسية؟ أليست لغة المجد والعلم، ولغة دمك وبلادك؟
بهتت الزمرة، وساد وجوم، وتلجلج الجو، لا يحير، وماذا يحير، وعناصره عربية، وإن لم تكن عربية فطبيعية، تشهد للأمر الواقع، وتخشع احتراماً له وإجلالاً؟
ساد صمت وعدنا إلى حديثنا، ثم انفضت من حولنا الزمرة! وذهب أفرادها وفي نفوسهم ما لا يعلم إلا الله
وعدنا نقرأ مقال الأستاذ الزيات نفرج به ما اشتبك واحتبك من الشجون، ونثني على كاتبه ثناء خالصاً مشرقاً وثناء صحيحاً يجدر بالشعور الصحيح والرأي الصحيح
وتأملنا ولا زلنا نتأمل في هذه الظاهرة السوء والعلة الغريبة التي تجد في كثير من الذين داخلتهم حمية وحماسة ورعونة ولؤماً للدفاع عنها والسفاهة في سبيلها
تأملنا ولا زلنا نتأمل، وفي نفوسنا وأمانينا أن يبادر من يشعر بالخطر وبما وراء هذا الانحلال من نذر من الكتاب إلى معالجته بقوة وبصراحة