للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نواصيهم وصلعت رؤوسهم يرتدون ثياب اللعب القديمة فرحين جذلين، ويلعبون متأثرين متحمسين؛ ثم أقيمت في المساء بدار الأوبرا الملكية حفلة تمثيلية موسيقية؛ وفي اليوم التالي أقيم الاحتفال الرسمي الكبير في سرادق فخم رحيب نصب في فناء المعهد القديم، واحتشد فيه آلاف من خريجي الخديوية؛ وانتظموا جماعات يجمع بينها عهد التخرج؛ وكان لقاء الخريجين بعد هذا البعاد الطويل مؤثراً، وكان بعضهم يعانق بعضا في مظاهر من الحنان المشجي، ألقيت في الاحتفال خطب رنانة، اشترك في إلقائها وزير المعارف، رئيس الوزراء، ورئيس مجلس الشيوخ، وناظر المدرسة الحالي وبعض الخريجين

وبعد أن قام مندوب جلالة الملك بوضع الحجر الأساسي بفناء المعهد الجديد اختتم الاحتفال بمنظر بالغ في الطرافة والروعة، إذ هرع المدعوون جميعا وفي مقدمتهم مندوب جلالة الملك والوزراء والعظماء والخريجين على اختلاف أعمارهم ومراتبهم إلى قاعات طعام معهدهم القديم، وجلسوا جميعا يتناولون الشاي والفطائر على موائدهم الخشبية القديمة عارية كما عرفوها أيام الدرس، فكان لذلك منظر مرح ومؤثر معاً

بول بورجيه بالعربية

ظهرت أخيراً ترجمة عربية لأثر من الآثار الغربية الخالدة هو قصة (التلميذ بقلم بول بورجيه الكاتب الفرنسي الكبير وعضو الأكاديمية الفرنسية؛ أخرجها بالعربية الأستاذ عبد المجيد نافع المحامي. وقد ظهرت القصة لأول مرة في سنة ١٨٩٢، وبورجيه يومئذ في عنفوان شبابه، فنالت نجاحاً عظيما، وحملته إلى الطليعة بين كتاب العصر، ومهدت لدخوله بعد ذلك بعامين في الأكاديمية الفرنسية وانتظامه في سلك الخالدين. ويعتبرها البعض أعظم قصصه، وأمتنها أسلوباً، أوفرها امتناناً. أما الترجمة العربية فهي متينة بليغة تشهد لمترجمها بما بذل في سبيلها من جهد شاق يقدره على الأخص أولئك الذين يقرءون لبورجيه بالفرنسية ويعرفون روعة أسلوبه، ودقة بيانه، وقوة تعبيره

وقد توفى بورجيه منذ نحو عام في الثانية والثمانين من عمره بعد أن غمر الأدب الفرنسي بفيض رائع من شعره وقصصه ومسرحياته وآثاره النقدية

وظهور مثل هذه الآثار الخالدة من الأدب الغربي مترجمة بأقلام رصينة بارعة كقلم الأستاذ نافع مما يبعث إلى الغبطة، ويدفع بالترجمة إلى غايتها المقصودة، ويرتفع بالتراث المترجم

<<  <  ج:
ص:  >  >>