الجيوش البرية؛ وقد أيدت الحوادث خيال الكاتب، فلم تجيء الحرب الكبرى حتى كانت أساطيل من الطيارات تملأ الجو، وحتى كانت المعارك الحامية تنشب في الهواء
وقد صدرت أخيراً بالألمانية قصة جديدة من هذا النوع في تصور المستقبل، وهي ليست قصة عسكرية كقصة بلامي، بل قصة اجتماعية عنوانها (المدينة الخالدة) بقلم الكاتب النمسوي الكبير البارون فون ليفنتال؛ والمدينة الخالدة هي مدينة فيينا عاصمة النمسا؛ ويصور لنا الكاتب في قصته ماذا سيكون عليه المجتمع النمسوي سنة ٢٠٠٠، وهو يتوقع أن يكون النظام السائد يومئذ هو نظام النقابات؛ ويتوقع أن ينعم المجتمع بكثير من الرخاء والرفاهة، وأن يحتفظ المجتمع النمسوي خلال هذه الحقبة دائماً بميوله المرحة، وتفاؤله رغم كل الظروف والمحن؛ وقصة البارون ليفنتال تفيض وطنية وحماسة وقد استقبلت في النمسا استقبالاً عظيما، وذاعت ذيوعاً كبيراً، وهي اليوم كتاب الموسم في العاصمة النمسوية؛ وتعتبر في نظر النقدة أصدق صورة للروح النمسوية والعواطف الفينية التي تجنح في مجموعها إلى المرح والدعابة والترويح عن النفس، واستقبال الحياة دائماً بالابتسام والرضى