القصص التي يحتويها ليست قصصاً خيالية من مبتكرات مؤلفتها، إنما هي قصص حقيقية واقعية تؤيدها المركيزة تونز هند بكثير من الشواهد والادلة؛ وهي في مجموعها تدور عن العلاقة بين الأحياء والأموات، وعلى الاتصال بأرواح الذاهبين ومثولها في كثير من الأحيان. والمركيزة تونز هند مؤلفة هذه المجموعة من اشهر المشتغلات بمسائل الأرواح والغيب، ولها في ذلك تجارب شهيرة؛ وهي تقيم منذ أعوام في دار اشتهرت منذ بعيد بما يسكنها من الأشباح والأرواح، وهي دار رينهام وتعرف في مقاطعة نور فولك (البيت الأعظم)، وقد كانت هذه الدار مسرحاً لأكثر من مأساة دموية، ولها شهرة مرعبة في جميع الأنحاء المجاورة
وإذا كانت تلاوة قصص الأشباح المختلفة تثير الدهشة والجزع أحيانا، فان تلاوة هذه القصص الحقيقية تثير الروعة والرعب في الأذهان المؤمنة
وفاة الشاعر والفيلسوف الأسباني أومانومو
من أنباء أسبانيا الأخيرة أن الفيلسوف الكاتب الشاعر الأسباني الكبير ميجويل دل اومانومو مدير جامعة شلمنقة (سلامانكا) قد توفي في الثاني من يناير. وكان موله بثغر بلباءو في سنة ١٨٦٤؛ ودرس دراسة جامعية حسنة، وبدأ أستاذاً للغة اليونانية في جامعة شلمنقة سنة ١٨٩١؛ واشتغل منذ حداثته بالشعر والأدب، ودرس الفلسفة دراسة مستفيضة. واخرج في سنة ١٩٠٧ ديوانه، فلقي تقديراً عظيماً، وتبوأ اومانومو مكانته في الطليعة بين شعراء أسبانيا المعاصرين. وعالج اومانومو كتابة القصة أيضاً؛ واخرج منذ سنة ١٨٩٧ قصته الشهيرة:(السلام في الحرب) وفيها يصف مسقط رأسه، ومشاهد صباه؛ ثم اتبعها بقصة عنوانها (من بلادي)، ثم بقصة (المركيز دي لومبريا)
بيد انه اشتهر على الأخص بمباحثه الفلسفية. فاخرج في سنة ١٩١٣ كتابه (الشعور المؤسى بالحياة)؛ وفي سنة ١٩٢٥ اخرج كتابه الشهير:(احتضار النصرانية)، واخرج أيضاً عدة كتب أخرى فلسفية ولغوية
ومنذ سنة ١٩١٤ يشغل لومانومو منصب مدير جامعة شلمنقة. وقد عزل عن كرسيه لمطاعنه اللاذعة في نظام الطغيان العسكري الذي أنشأه الجنرال دي ريفيرا؛ ثم نفي مدى حين إلى جزر الكناري، ثم رحل إلى فرنسا. وكتب في منفاه عدة رسائل وكتباً شائقة منها: