- النائب: نسيت المحامية إنها محامية وانتقلت إلى شخصيتها الواقفة على النهاية وفي أخر أوصاف الشوق. . . فأرجو أن ترجع إلى الموضوع، موضوع الراقصة
- المحامية: آه دائماً الراقصة. من هي هذه المسكينة الأسيرة في أيدي الجوع والحاجة والاضطرار؟ أليست مجموعة فضائل مقهورة؟ أليست هي الجائعة التي لا تجد من الفاجرين إلا لحم الميتة؟ نعم إنها زلت. إنها سقطت. ولكن بماذا؟ بالفقر لا غير؛ فقر الضمير والذمة في رجل فاسد خدعها وتركها؛ وفقر العدل والرحمة في اجتماع فاسد خذلها وأهملها. يا للرحمة لليتيمة من الأهل، وأهلها موجودون! والمنقطعة من الناس، والناس حولها!
تقولون: يجب ولا يجب، ثم تدعون الحياة الظالمة تعكس ما شاءت فتجعل ما لا ينبغي هو الذي ينبغي، وتقلب ما يجب إلى ما لا يجب. فإذا ضاع من يضيع في هذا الاختلاط، قلتم له: شانك بنفسك ونفضتم أيديكم منه فأضعتموه مرة أخرى. ويحكم يا قوم! غيروا اتجاه الأسباب في هذا الاجتماع الفاسد تخرج لكم مسببات أخرى غير فاسدة
تأتي المرأة من أعمال الرجل لا من أعمال نفسها، فهي تابعة وتظهر كأنها متبوعة؛ وذلك هو ظلم الطبيعة للمسكينة؛ ومن كونها تظهر كأنها متبوعة، يظلمها الاجتماع ظلماً آخر فيأخذها وحدها بالجريمة، ويقال سافلة وساقطة وما جاءت إلا من سافل وساقط
لماذا أوجبت الشريعة الرجم بالحجارة على الفاسق المحصن؟ أهي تريد القتل والتعذيب والمثلة؟ كلا فان القتل ممكن بغير هذا وبأشد من هذا. ولكنها الحكمة السامية العجيبة: أن هذا الفاسق هدم بيتا فهو يرجم بحجارته
ما أجلك وأسماك يا شريعة الطبيعة؛ كل الأحجار يجب أن تنتقم لحجر دار الأسرة إذا انهدم
تستسقطون المسكينة ولو ذكرتم آلامها لوجدتم في ألسنتكم كلمات الإصلاح والرحمة لا كلمات الذم والعار. إنها تسعى برذيلتها إلى الرزق؛ فهل معنى هذا إلا إنها تسعى إلى الرزق بأقوى قوتها. نعم أن ذلك معنى الفجور؛ ولكن أليس هو نفسه معنى القوت أيها الناس؟