للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المختلفة في فرنسا إلى ما وصلا إليه من التقدم فان تين هو أحد الذين يرجع إليهم الفضل في ذلك، وقد كان من الممكن أن يترك عمله، ولكن الروح الذي بعثه ما زال يضطرم إلى اليوم، وكان الطريق الذي سنه هو طريق الإرشاد، وأن فضله ليبدو أشد بهاء، إذا ذكرنا الوسط الفلسفي الذي تخرج منه، ولكن تين غلبت عليه روح الفلسفة الحق فاعتزل أولئك المبشرين بأفقر ضروب التحكم، وبحث عن الحقيقة دون أن يعني بادئ بدء بما إذا كانت ستتفق وهذه العقيدة أو تلك، أو هذا الحزب أو ذاك. وبذا وصل تين بين التقاليد الفلسفية للقرن الثامن عشر، وهي التقاليد التي اعتقد الجيل الذي قبله أنها قطعت نهائيا. وهكذا كان مستحقاً لإعجاب كل مفكر حر في عصرنا، فلنحمده لأنه جاهد من أجل مثل أعلى للعالم والفلسفة النزيهة. ولعل هذا خير مديح كانت تتأثر به عزته. ولقد أبى أعز أصدقائه (أميل بوتمي) الذي ساعده على تأسيس المدرسة الحرة للعلوم السياسية والذي كان أمينا لأعمق اسراره، ان يكتب على قبره سوى هذه العبارة البسيطة: (أحب الحقيقة قبل كل شيء).

حلب. صبحي العجيلي

<<  <  ج:
ص:  >  >>