لا حاجة لنا إلى رئيس، فكلنا سواسية في الرأي، ويكفي أن يكون للجلسة (ناموس) يدون الآراء ويأخذ الأصوات.
ولا أطيل عليك أيضاً فقد وافت الساعة السابعة والجدل على اشده في هذا الموضوع الخطير، وعند تمام الساعة السابعة والنصف انتصر الفريق الأول فكان لا بد من رئيس.
ولكن عرضت مشكلة أخرى اخطر من الأولى: هل يختار الرئيس بالسن أو بالاقتراع السري؟ قال قوم بهذا، وقال قوم بذاك، وكاد يحتدم الجدل على نمط المسألة الأولى لولا إن أحد الحاضرين قال: اختار فلاناً ليدير هذه الجلسة، فخجل الآخرون إن يطعنوا في هذا الاختيار، فسكتوا وكفى الله المؤمنين القتال.
وطلب من المقرر أن يقرأ المادة الأولى فقرأها، ونصها:(أنشئت بمدينة القاهرة جمعية تسمى جمعية إحياء الأدب العربي)
- أ -: هل يقال: (أنشئت) أو (تنشأ)؟ أظن إن الأصح إن يقال:(تنشأ)، لان الجمعية لم تتكون بعد، فكيف يعبر بالماضي فيقال أنشئت؟
- ب: هذا رأي في محله، لان إنشاء الجمعية مستقبل، والذي وضع للدلالة على المستقبل هو الفعل المضارع والأمر لا الفعل الماضي. فإذا قلنا أنشئت دل على أنها تكونت في الزمن الماضي، وليس ذلك بصحيح.
- جـ: الفرض في القانون إن يوضع في شكل يدل على إن الجمعية أقرته، فواضع القانون فرض إن الجمعية اجتمعت وأقرت القانون وألبسته ثوبه النهائي، ولذلك يوضع في صيغة الماضي.
- د: وأمثال ذلك كثيرة، فكاتب العقود يقول:(في تاريخه أدناه قد باع فلان لفلان كذا) ثم يمضي البائع والمشتري العقد؛ وقبل الإمضاء كان البيع مستقبلاً، ومع ذلك عبر عنه بالماضي.
- هـ: ومع هذا فلم تذهبون بعيداً؟ والماضي يستعمل في المستقبل كما قال تعإلى:(أتى أمر الله فلا تستعجلوه) فأمر الله هو يوم القيامة وهو لم يأت بعد، وإنما عبر عنه بالماضي للإيذان بأنه أمر محقق، أو للتنبيه على قرب مجيئه، فهنا كذلك، لما كان تكوين الجمعية محققاً إن شاء الله أو قريب الوقوع يعبر عنه بالماضي على سبيل المجاز.