ناقشوا الحب؛ فقالوا أصبحت الدنيا دنيا المادة، والروحانية اليوم كالعظام الهرمة لا تكتسي اللحم العاشق.
وقال الحب: لا بل المادة لا قيمة لها في الروح؛ وهذا القلب لن يتحول إلى يد ولا إلى رجل.
ناقشوا الحب؛ فقالوا إن العصر عصر الآلات، والعمل الروحي لا وجود له في الآلة ولا مع الآلة.
قال الحب: لا، يصنع الإنسان ما يشاء، ويبقى القلب دائماً كما صنعه الخالق.
وقالوا: الضعيفان: الحب والدين، والقويان: المال والجاه، فبماذا رد الحب؟
جاء بلؤلؤة روحانية في (مسز سمبسون)؛ ووضع إليها في ميزان المال والجاه اعظم تاج في العالم: تاج إدوارد الثامن (ملك بريطانيا العظمى وإرلندا والممتلكات البريطانية فيما وراء البحار وملك - إمبراطور الهند).
وتنافست الروحانية والمادية، فرجع التاج، وما فيه إلا ضعف المعنيين من القلب.
وأعلن الحب عن نفسه بأحدث اختراع في الإعلان، فهز العالم كله هزة صحافية:
الحب. الحب. الحب.
(مسز سمبسون)، تلك الجميلة بنصف جمال، المطلقة مرتين. هذا هو اختيار الحب.
ولكنها المعشوقة؛ وكل معشوقة هي عذراء لحبيبها ولو تزوجت مرتين؛ هذا هو سحر الحب.
ولكنها الفاتنة كل الفتنة، والظريفة كل الظرف، والمرأة كل المرأة؛ هذا هو فعل الحب.
ولكنها العقل للأعصاب المجنونة، والأنس للقلب المستوحش، والنور في ظلمة الكآبة؛ هذا هو حكم الحب.
ومن اجلها يقول ملك إنجلترا للعالم: (لا أستطيع أن أعيش بدون المرأة التي احبها)؛ فهذا هو إعلان الحب. . . . .
إذا أخذوها عنه أخذوها من دمه، فذلك معنى من الذبح.
وإذا انتزعوها انتزعوها من نفسه، فذلك معنى من القتل.
وهل في غيرها هي روح اللهفة التي في قلبه، فيكون المذهب إلى غيرها؟