للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأركب في الروع حيفاتة ... كسا وجهها سعف منتشر

من جهة فساد الاستعارة فيه؛ لأنه إذا غطى الشعر العين لم يكن الفرس كريماً، ولا يعنيه في ذلك اعتبار المطابقة وعدمها

وكذلك ينظر في قول أبي تمام:

رقيق حواشي الحلم لو أن حلمه ... بكفيك ما ماريت في أنه برد

من جهة أن الرقة لا تستعار للحلم، وإنما يوصف بالرجحان والرزانة كما قال النابغة:

وأعظم أحلاماً وأكبر سيداً ... وأفضل مشفوعاً إليه وشافعا

وهكذا يسير الشرح في علم البيان على هذا المنوال، يطنب إذا اقتضى المقام الإطناب. ويوجز إذا اقتضى المقام الإيجاز، فجزى الله مؤلفه عنه خير الجزاء.

(ص)

مرافعات

تأليف الأستاذ حسن الجداوي

كثير منا رأى الدفاع في قاعة المحكمة وهو يدافع عن المتهم. . يدافع عن المجرم! ويحاول بقوة حجته وشدة عارضته وذلاقة لسانه أن يحطم الأغلال والقيود التي تطوق الرجل ويطلقه من إساره. . . أو يرجو متى أفلت أمر الرجل من يده وغدا مصيره إلى الظلمات أن يعامل بروح القانون. وكثير منا أنصت إلى وكيل النائب العام وهو يحمل على المتهم، ويدافع عن الإنسانية المعذبة في أشخاص هؤلاء المجرمين السفاكين الذين يسودون وجه الحياة المشرق النظير ويلطخونه بالدماء، لا يزجرهم زاجر ولا يأخذ على أيديهم قانون. ولكن قليلاً منا من فكر في الظروف القوية التي تسوق المجرم إلى الإجرام، قليل منا من فكر في ظروف الحياة القاسية التي تخلق المجرمين والسفاكين وتدفعهم إلى ارتكاب أشنع الآثام. قليل من الناس من يفكر كما يفكر الدفاع وهو يدرس القضية ويقف أمام القضاء يشرح أدوارها ويبسط فصولها ويلقي الضوء القوي الباهر على ما خفي منها من أسرار.

هذه المرافعة البيانية القوية لها أثرها المحمود في نفوس القضاة ونفوس الناس فكثيراً ما تقسوا الحياة وتتضافر العوامل السيئة على المتهم المسكين، فلا ينقذه إلا محاميه ومرافعة

<<  <  ج:
ص:  >  >>