للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويتناول من الأرض بوقاً ثم يتكلم منه بصوت متغير مقلداً صوت التمثال، فيردد الألفاظ التي طالما سمعها الأمير في تلك الاحتفالات بنصها، وكان يظن هو وسائر الحاضرين بطبيعة الحال، إنها صادرة عن الإله. . حقاً! إن دهشة الأمير كانت عظيمة بمقدار خوفه، لذلك هرول مسرعا إلى الخارج. . ولكن قلبه كان يفيض سرورا لاكتشافه العظيم الذي سوف يشتريه منه الكاهن بثمن غال. . وفي اليوم التالي انتهز الأمير فرصة غياب الكاهن عن القصر فقصد حجرته، وهناك ضغط الزر ثم دخل في الثقب وعاد منه بالبوق. . بعد ذلك، عندما أزفت ساعة الدرس واقبل المعلم يتهادى في رزانته المعتادة، دنا الأمير منه قائلا:

سيدي أظن انك فقدت هذا البوق في الثقب! عندئذ أحمر وجه الكاهن حتى عاد (كالطماطم) ثم مد يده ليأخذ البوق صائحا في غضب: أعطني هذا البوق!

ولكن الأمير وضع يده خلف ظهره وقال في ابتسامة الظافر: سوف افعل يا سيدي إذا أذنت لي في اللعب حيث أشاء ومع من اختار من الرفاق. . فتردد الكاهن ملياً ثم قال في يأس، وهو يطأطيء رأسه: لك يا بني ما تريد!.

<<  <  ج:
ص:  >  >>