الجنوب الشرقي؛ ولكن إذا مات هتلر، أو إذا استطاعت روسيا أن تسحق تحديه، فقد تتجه ألمانيا إلى ناحية أخرى، وقد تتجه إلى الإمبراطورية البريطانية. ويرى مستر فرويند أن ألمانيا الهتلرية قد بدأت بالفعل تتجه إلى مناوأة المصالح البريطانية في كثير من المواطن، وأن السياسة الإنكليزية تسيء صنعاً إذا هي لم تعتبر بهذه الحقيقة وآمنت بوعود هتلر وتأكيداته؛ وعلى أي حال فإن المصاعب الداخلية التي تتخبط فيها ألمانيا الآن كفيلة بأن تشحذ سياسة العدوان الألمانية وتدفع ألمانيا في طريق الحرب والاعتداء
أما عن إيطاليا فيرى مستر فرويند أنها تنمو وتتقدم باستمرار، وأنه لابد أن تأتي الساعة التي تضطر إنكلترا فيها إما إلى الحرب وإما إلى التراجع، لأنها لا تستطيع أن تنزل عن سيادتها في البحر الأبيض المتوسط دون المخاطرة بكل مركزها في أفريقية والشرق الأدنى. كذلك يتوقع الكاتب أن تضطر إنكلترا قريباً إلى الوقوف في وجه اليابان بشيء من الحزم لأنها بدأت فعلاً تهدد منطقة المصالح البريطانية. ويعرض مستر فرويند نظرياته بقوة وصفاء ويدعمها بكثير من الحقائق والحوادث الواقعة
رأي جديد في أسباب الثورة الفرنسية
يرى البحث الحديث رأيا جديداً في الثورة الفرنسية وفي أسبابها، فبينما تجمع الروايات والبحوث القديمة كلها على أن الثورة ترجع إلى أسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية فقط، إذا بالبحث الحديث يرى أنها ترجع أيضاً إلى جهود الجمعيات السرية الخفية ولاسيما محافل البناء الحر (الماسونية) وأن هذه الهيئات السرية قد لعبت من وراء الستار دورا عظيما لإضرام نارها
وقد ظهر أخيرا كتاب بالإنكليزية عنوانه:(لويس السادس عشر وماري انتوانيت قبل الثورة) بقلم السيدة نستا وبستر وفيه تميل المؤلفة إلى الأخذ بهذا الرأي، وتفصل العوامل والظروف الخفية التي كانت تحيط بهذين الملكين التعيسين قبل نشوب الثورة. وترى السيدة وبستر أن المساعي الخفية التي قامت بها الجمعيات السرية وراء الستار كانت كالأسباب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عاملا خطيرا في نشوب الثورة الفرنسية؛ ومن رأيها أن قضية عقد الملكة الشهيرة التي ثارت حول اسم الملكة واتهم فيها الكردينال دي روهان والكونت كاجليوسترو، إنما ترجع إلى تدبير هذه القوى الخفية، وإن