أوهامها تلجلج المحموم، ثم يتدافع من ثم إلى رسالته في الثقافة الشرقية والعربية، فهو عربي مفكر يقظ مؤمل هاد إلى حقيقة الثقافة الشرقية العربية، عامل على ربط الأول بالآخر من هذه الأمة، داع إلى نبذ الأوهام المتمكنة من وباء الجهل القديم، والسمو عن التورط في التقليد الذي لا يرد بنا إلا موارد التلف. ثم يقف بك على باب أدب من أدب (جبران) وهو كتاب وحده فيه من الفكر ما تختلف عليه العقول، وحسب القارئ أن يقرأه فأن فيه روح الكاتب متجلية كاشفة ناقدة بصيرة عليمة بفنها وإحساسها قادرة على الإبانة عن خلجاتها خير الإبانة. ثم الرسالة الخامسة وهي إصلاح الحياة البيتية، وهو من أدق أبواب هذه الرسالة، يبين عن الفكرة الاجتماعية المخلصة التي تدفع الأستاذ إلى البصر والتفكير والنقد والتمييز، ولولا ما يحول بيننا وبين الإفاضة لأثبتنا بعض هذا الباب وعقبنا، فهو على جلالته فيه مواقع من القول لو عاد إليها الأستاذ بثاقب فكره ومسدد نظره لأنكشف له الحق الذي ينشده ويبغيه.
وأما الرسالة الأخيرة فهي (المهود في الشرق والغرب) وهي التي كتبها بالفرنسية ونشرها ثم ترجمها إلى العربية، فلا غرو أن كانت هذه الرسالة (هي رسالة الشرق والغرب) فإنها بنيت على أصل ثابت من نظرة الشرقي المتحفز بشرقيته في الحياة الغربية التي انتقلت إلينا انتقال الوباء. وأهم ذلك مسألة النسل، وقد كان الرافعي قد كتب (رؤيا في السماء)، فترجمها الأستاذ الفارس واستخرج منها الحكمة الإسلامية في الزواج والنسل وما أعجزت به هذه الشريعة فكر الإنسان في إصابتها مكان الداء على اختلاف الزمان والمكان، وانطوائها على الدواء الذي لا يدع للعلة ما تتعلق في الجسم الاجتماعي
فهذه هي رسالة المنبر إلى الشرق العربي، وهي قبس من إشراق هذا الشرق المتلفع المتجافي ذي الأهوال والأسرار
ثمن الكتاب عشرة قروش ويطلب من إدارة الرسالة ومن المكاتب الشهيرة.