٦ - (ولم يدع العصمة فيما قال - بل عرض رأيه على صفحات هذه المجلة - لنشترك فيه الآراء - وتمحصه البحوث - كما قال في خاتمة مقالاته (في ميدان الاجتهاد))
فما هي آراء العلماء الأعلام - في هذه المسألة؟ أرجو أن يدلوا بها باختصار - وأنا واثق أن (الرسالة) التي أثارت البحث في هذه المسألة المهمة - ونشرت كل قال الأستاذ الصعيدي - لن تضن عليهم بنشر ما يرونه - وهذه سبيل الوصول إلى الحقيقة - التي نريدها ويريدها الأستاذ الصعيدي - والمسألة مهمة - تتصل بأصل الدين - ولا يجوز التغافل عنها.
دمشق
علي الطنطاوي
المعارض الدولية
أصبحت المعارض الدولية عنوان النهضات الاجتماعية والاقتصادية ومع أنه لم يمض على البدء بتنظيمها أكثر من ثمانين عاماً. فإنها تغدو اليوم من أعظم المظاهرات القومية والدولية في سائر نواحي التقدم، وقد أقيم أول معرض أو سوق عالمية من هذا النوع في لندن سنة ١٨٥١ في قصر البلور الذي التهمته النيران منذ أسابيع قلائل: ثم تبعه معرض باريس في سنة ١٨٥٥، وفي سنة ١٨٧٨ أقامت فرنسا معرضها الشهير في قصر (التروكاديرو) الذي أنشأ خصيصاً لإقامته فأحرزت بإقامته نجاحاً عظيماً وذاع صيته في أنحاء العالم وفي سنة ١٨٨٩، أقامت معرضاً عظيماً آخر. هو الذي أقيم لمناسبته برج أيفل المشهور، وعرضت فيه مناظر فنية وموسيقية في جميع أنحاء العالم ومنها القاهرة، وقد كانت هذه المعارض في الواقع مراحل واضحة لما بلغته الأمة من التقدم في سائر النواحي والمرافق.
أو هي كما يقول المؤرخ (تاين) تبيان عصر، وتعبير مجتمع. ومن المحقق أن المؤرخ يجد في هذا المناظر المختلفة مجموع ما انتهى إليه مجتمع العصر من ضروب التقدم العقلي والاجتماعي، ولقد بلغ الشغف في إقامة هذه المعارض في عصرنا ذروته، وأصبحت الأمم الكبرى تتنافس في إقامتها وفي الإنفاق عليها. حتى لقد تبلغ من الضخامة والتنوع قدر