ولكن لا، إنما رصاص بنادقك شريف يضيع في هذا الخائن. اتركوا للحبل فريسته، إن للموت المعلق قلادة القنب وقساوة الجلاد
أيها القضاة المقسمون بوجدانكم! أفما أنتم الحاكمون بالإعدام إجابة لاختيار مجرد فيكم، فعلى مَ ارتعاشكم، وما هذا السهم النافذ الآن إلا سهمكم الذي شددتم له القوس وسددتم له المرمى. .؟
لن أنسى ما حييت ما أرى
بين لجج الظلمات المطبقة على كل منظور، كان نور المشعل واحد تجهمت أشعته على صفحة الأوحال لتزيد في روعة المشهد، وكان هنالك جذعان من الأشجار مرتكزان على الأرض وفوقهما عارضة أفقية تدلى منها حبل تجسم الموت فيه وارتجف الروع برجفانه
أفما تعجب لهذا الانقلاب فيك؟ علام حزنك واضطرابك وأنت الشاجب والقاضي؟ لقد عددت هذا الجاني عدواً للإنسانية ورآه وجدانك مستحقاً للإعدام، وما يجديك افتكارك الآن شيئاً. اثبت أو تردد، اضطرب أو تجلد، لك ما تشاء، فمشيئتك عبث وقولك لن يسمع، ارجع إلى الوراء وقف إلى جانب، اهرب وتوار عن الأنظار، إن يد الجلاد هي التي تقبض الآن على زمام الأقدار
- ما أسمك وما أسم أبيك؟
- فلان وأبي فلان على قيد الحياة
سئل هل له أولاد، فترجم المترجم: إن له طفلين
وشعرت إذ ذاك أن اللجة قد فغرت فاها تحت رجلي
ارتفع الأنين من صدري فاختنق، وربط الروع بشهقة الألم على أنفاسي، وانتصبت أمامي الضحية المقربة لليتم طفلين متشحين السواد، وصرخ من فوف المشنقة: عفوك أيها الإله! وخمدت أنفاسه