نواح كثيرة القصة السينمائية. ولهذا كان الطريق أمام كاتب سيناريو هذا الفلم ممهداً فلم يلق صعوبة تذكر في عمله وجاء الفلم مطابقاً للمسرحية في كل نواحيها
ولقد أمكن المخرج ومساعديه أن يبرزوا الفلم في جمال وقوة وروعة، وللمدير الفني (جورج كيكور) فضل كبير في نجاح الفلم وظهوره في هذه الصورة الكاملة: من إتقان في المناظر والإضاءة والتصوير مما يليق برواية الحب الخالدة التي يحفظ كل شاب وفتاة حوادثها
لم تكن المناظر عظيمة ولا ضخمة ولا ذات ترف كبير وما إلى هذا مما يعمد إليه المخرج الأمريكي سيسيل دي ميل للتأثير في رواد أفلامه، فالمناظر بسيطة وفي حدود ضيقة، ولكنها تتسق مع القصة وحوادثها. ولقد أدت مهمتها في معاونة الممثلين على الوصول إلى قرارة النفوس
إن من يتتبع الفلم باهتمام لا يكاد يلمس للمخرج أو المدير الفني خطأ يحصيه عليه منذ بدء المعركة الأولى بين آل منتاجو وآل كابيوليت حتى موت روميو وجولييت وتصافح الزعيمين أمام قبرهما اللهم إلا موقفاً واحداً عندما تلتقي عينا جوليت بروميو وتنسى نفسها فالحوادث هنا تجري أسرع مما ينبغي
لعل أول ما خطر ببالي عندما سمعت بتوزيع الأدوار في الفلم أن نورما شيرر تكبر في السن عن الحد الذي يليق بجولييت وقدرت لها السقوط، ولكن الواقع كان عكس ما ظننت، فهذه الممثلة استطاعت أن تؤدي الدور على خير ما يكون وأن ترتفع به إلى أعلى درجات النجاح، فصورت الطفولة والسذاجة في جولييت الصغيرة حتى أحس رواد الفلم أن الممثلة التي أمامهم فتاة في الحلقة الثانية لا امرأة في الحلقة الرابعة، ولكنها مع هذا كانت تمثل بحذر وترقق من نبرات صوتها حتى تبدو صغيرة، فنجحت في التمثيل ولكنها لم تستطع أن تحيي الدور، وهنالك فرق كبير بين أن يحيي الممثل الدور وبن أن يجيد تمثيله
وليسلي هوارد شاب توافق سنه سن روميو وقد نجح في أداء الدور ولكن ليس إلى الحد الذي قدرناه. كانت حركاته ثقيلة وصوته خشناً أجش وإن كان يعبر وجهه تعبيراً حسناً موقفه في الفلم عكس موقف نورما شيرر فهو مع صغر سنه بدا كبير السن في الفلم
مثل جون باريمور دور (ماركيشيو) وكان بديعاً إلا أنه غالى في تصوير الشخصية، وهذه