للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وخرج اللصوص بين قتيل ملقى للسباع والطير قد خسر الدنيا والآخرة، وأسير في عنقه حبل يساق إلى (المحكمة)!

وانعقدت أشرف محكمة وأعدلها - برئاسة سيد العالم - وأفضل النبيين (صلى الله عليه وسلم) وعضوية شيخي المسلمين، وخليفتي النبي الأمين - الصديق والفاروق - وكان في كرسي (النيابة العامة) شاعر الإسلام، وعلم الأنصار، البطل الشهيد: عبد الله بن رواحة. . .

وافتتحت الجلسة. . . وثبت الجرم. وكان (جرماً مشهوداً) وطلب (النائب العام) أن يعود المتهمون على حياة جهنم التي كذبوا بها، واقدموا عليها - فيكون جزاؤهم جزاء نارياً: يلقون في واد كثير الحطب - ثم يضرم عليهم ناراً

دخلت المحكمة (للمذاكرة) فسأل الرئيس الأعضاء آراءهم، فلان أبو بكر (أرحم الأمة بالأمة) ورأى أن تؤخذ منهم الفدية فتكون قوة للإسلام ولا يقتلوا لأنهم بنو العم والعشيرة والإخوان، وخالفه عمر (أشد الناس في دين الله) وطلب (إعدامهم) جميعاً: هؤلاء أئمة الكفار وصناديدهم وقادتهم؛ إنهم يعترضون سبيل الدعوة الجديدة - إنهم قطاع الطريق - فيجب أن تسلم الطريق إلى الله - يجب أن تمضي الدعوة في سبيلها آمنة مطمئنة

وسكت صلى الله عليه وسلم - ووازن بين الرأيين - ثم نطق بالحكم فكان كما رأى أبو بكر. . .

غير أن الحكم قد (استؤنف) ونزل (الاستئناف) من السماء: (ما كان لِنبيٍّ أنْ يكونَ لهُ أَسْرى حتى يُثْخِنَ في الأرْض. تريدون عَرَضَ الحياة الدنيا والله يريد الآخرَةَ والله عزيز حكيم. لولا كتاب من الله سَبَق لمسّكم فيما أخذتم فيه عذاب عظيم)

- ٧ -

وسمت منزلة عمر في الإسلام. فلم يكن فوقه إلا الصديق الأعظم. وكان عمر بطل الدعوة وفتاها وحارسها. ثبت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في أُحد ساعة اضطراب الجيش وفداه بنفسه، واختاره صلى الله عليه ليجيب أبا سفيان باسم الإسلام، فأجابه جواب القوي الظاهر. . . حسب أبو سفيان أن محمداً (صلى الله عليه وسلم) قد قتل. وقتل صاحباه، واستراحت قريش من هذه البدعة فهي ذاهبة إلى حلقاتها حول الكعبة - التي تحدق بها

<<  <  ج:
ص:  >  >>