للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما ذكره الكاتب عن اللجنة صحيح في مجموعه، بيد أن هنالك بعض حقائق غابت عنه ولا بأس من ذكرها بهذه المناسبة، ذلك أن إنشاء هذه اللجنة كان نتيجة للقرار الذي اتخذته مشيخة الأزهر في عهد شيخه السالف بالاحتفال بالعيد الألفي للأزهر؛ فلما تغيرت المشيخة بعد ذلك بقليل، رأى فضيلة الشيخ الحالي أن يرجئ جميع الأعمال الخاصة بالعيد الألفي لأنه في رأيه لا يزال ثمة فسحة كبيرة من الأجل، وبذا تعطل عمل اللجنة دون حلها، هذا في حين أن اللجنة كانت قد قطعت بالفعل مرحلة تذكر في سبيل إنجاز برنامجها، وكانت اللجنة الفرعية التي ألفت لوضع برنامج العصر الفاطمي قد وافقت على البرنامج الذي وضعه أحد أعضائها الأستاذ محمد عبد الله عنان، ووزعت مواده بالفعل على بعض أعضاء اللجنة العامة، وأنجز بعض الأعضاء ما عهد إليهم بكتابته وفي مقدمتهم الدكتور حسن إبراهيم حسن، والأستاذ عنان، ثم وقفت اجتماعات اللجنة واجتماعاتها عند هذا الحد

وقد ظهرت أثناء مباحث اللجنة ومناقشاتها حقائق تلفت النظر؛ من ذلك أن أقطاب المشيخة قد لمحوا أكثر من مرة إلى أن التاريخ المراد وضعه للأزهر يجب أن يكون في مجموعه وفي روحه نوعاً من التاريخ الرسمي، وأنه يراد أن تخص منه عصور معينة دون غيرها، وأن العناصر السياسية أو المذهبية التي يحفل بها تاريخ الأزهر يجب إلا تمثل فيه، وكانت هذه التلميحات والرغبات داعية دهشة أعضاء اللجنة (المدنيين) ولاسيما المتخصصين منهم في التاريخ، وقد علقوا عليها بأكثر من مرة بأنه يجب إذا أريد أن يوضع تاريخ ألفي للأزهر فيجب أن يكون تاريخاً بالمعنى الصحيح، وعلى هذا سارت اللجنة الفرعية في عملها

وثمة حقيقة أخرى كانت موضع النضال، وهي أنه ظهر خلال المناقشة أن المشيخة تريد أن تنتفع بجهود العلماء المتخصصين في التاريخ، لينسب المؤلف فيما بعد في مجموعة إلى (مشيخة الأزهر)؛ ولكن هذه النقطة كانت موضع الاعتراض الشديد إذ أصر الأعضاء المدنيون على أن ينسب كل فصل إلى صاحبه على طريقة المؤلفات العلمية الأخرى

هذه بعض حقائق عن لجنة التاريخ الألفي للأزهر تجدر إذاعتها؛ وإذا كان لنا أن نعلق على هذا الموضوع بشيء، فهو أن تأليف اللجان الحاشدة ليس وسيلة لكتابة التاريخ، وأن كتابة التاريخ الصحيح قد أصبحت في عصرنا علماً حقيقيا لا يستطيع أن يضطلع به إلا

<<  <  ج:
ص:  >  >>